لا يزال أبو بكر البغدادي الذي ظهر الاثنين للمرة الأولى منذ خمس سنوات في فيديو بثه تنظيم الدولة الإسلامية، على رأس قائمة كبار المطلوبين في العالم، حتى بعدما خسر دولة "الخلافة" التي أقامها على أراض بين سورياوالعراق تفوق 240 الف كلم مربعا. وفي الفيديو يظهر البغدادي بلحية طويلة بيضاء ومحناة الأطراف، واضعا منديلا أسود على رأسه، ويفترش الأرض إلى جانب آخرين أخفيت وجوههم، ومتحدثا بنبرة بطيئة. وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها البغدادي، بعد ظهوره العلني في جويلية 2014 اثناء الصلاة في جامع النوري الكبير في غرب الموصل، وذلك بعد إعلانه "الخلافة" وتقديمه ك"أمير المؤمنين". وبالتالي، فإن البغدادي يسجل اليوم ظهورين في تاريخه، الأول لإعلان "الخلافة"، والثاني بعد انتهائها، بعد دحر تنظيم الدولة الإسلامية من آخر جيوبه في منطقة الباغوز في شرق سوريا. ولكن هذه المرة ليس من منبر، بل من مخبئه في كهوف الصحراء، فيما لم يعد تنظيمه سوى مجموعة متفرقة من الخلايا السرية. وبعدما كان البغدادي يتحكم في وقت ما بمصير سبعة ملايين شخص على امتداد أراض شاسعة في سوريا وما يقارب ثلث مساحة العراق، لا يقود اليوم إلا مسلحين مشتتين عاجزين بأنفسهم عن معرفة مكان وجوده، رغم تأكيده تطرقه في الفيديو إلى اعتداءات سريلانكا التي تبناها تنظيمه مؤخرا.