الجريدة: كوثر بن دلالة كشفت دراسة تحليلية لمركز دراسات تابع لصحيفة ''نيو يورك تايمز'' الأمريكية حول مستقبل الوحدة الترابية للخمس دول عربية ، تنبأت بأن مصيرها هو التفتيت و الانقسام بعد سلسلة من النزاعات و الخلافات تهز تركيبتها العرقية و الإثنية ستعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد ، هو الأكبر منذ معاهدة "سايكس بيكو" في عام 1916 . ونقلا عن جريدة ''البلاد'' الجزائرية فإن هذا التقسيم ضم كل من سوريا و العراق و ليبيا و المملكة العربية السعودية و اليمن ، و هي البلدان التي رأى معدو الدراسة أنها لن تصمد طويلا بصورتها الحالية و ستتعرض بفعل الكثير من التفاعلات التي تحصل حاليا و أخرى قادمة في المستقبل إلى ضرب وحدتها الترابية و يتم تفتيتها إلى دويلات صغيرة حسب الشكل التالي : سوريا : سيكون العامل الطائفي هو الأبرز في تقسيم هذا البلد الذي يعيش في غمار حرب أهلية منذ ما يقارب السنتين بين النظام الذي تسيطر عليه الأقلية العلوية و المعارضة التي تقول انها تدافع عن الأغلبية السنية ، ليدخل الأكراد أيضا الى الواجهة من خلال الدفع نحو "حق الشعب الكردي" في اقامة دولته المستقلة ، و لهذا ستؤدي هذه التفاعلات الى إنتاج 3 دويلات ، علوية على الشريط الساحلي للبحر المتوسط ، و دولة كردية ستكون امتدادا لإقليم كردستان العراق الذي حصل على حكم ذاتي واسع الصلاحيات بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ، ثم دويلة سنية في باقي المناطق بين الدويلتين السابقتين. ليبيا: الملفت في تقسيم ليبيا حسب دراسة ''نيويورك تايمز'' فهي إعادة تجزئتها إلى ما كانت عليه في العصر الروماني ، حيث سيعود للظهور مجددا إقيلم "تريبوليتانيا" الذي يضم العاصمة طرابلس و المناطق المجاورة لها ، و إقليم "سيرينايكا" الذي يشمل بنغازي و الشرق الليبي ، بالإضافة إلى إقليم "فزان" الذي يشمل سيكون في الجنوب و الجنوب الغربي للجماهيرية السابقة. المملكة العربية السعودية : توقعت الدراسة الاستشرافية أن تؤدي الصراعات بين الجيل الجديد من الأمراء في السعودية الى انتاج دويلات جديدة متعددة الولاءات ، الدويلة الأولى في الشمال ، و الثانية في الغرب تشمل كل من المدينةالمنورة و مكةالمكرمة ، و دويلة أخرى في الجنوب على الحدود مع اليمن ، و في الوسط دويلة سمتها الدراسة "وهابيستان" في اشارة الى المنهج الديني الوهابي المنتشر في المملكة ، و يشمل هذا الاقليم العاصمة الحالية الرياض ، و هو الأكبر مساحة مقارنة بالبقية ، و الشرق تكون دويلة الدمام التي تسيطر عليها الطائفة الشيعية ، التي دخلت في صراع مع نظام ال سعود. اليمن: سيعود حسب الدراسة الى عصر ما قبل الوحدة عام 1990 ، بين يمن شمالي عاصمته صنعاء و جنوبي عاصمته عدن ، لتنتهي بذلك قصة اليمن الموحد بسبب "الفقر" الذي لم يحقق التجانس، و تركه وحيدا يعاني مشاكله الاقتصادية و الاجتماعية بالقرب من خليج عربي يمتلك فائضا من الثروات. العراق : سينقسم العراق بحسب التحليل الى ثلاث دول ، الأولى كردية في الشمال ستشكل مع نظيرتها في سوريا "كردستان الكبرى" ، و البقية ستكون المذهبية هي عامل التقسيم ، لتتكون دويلة سنية تدعى " سنيستان" في الوسط ، فيما ستكون "شيعيستان" دويلة الشيعة في الجنوب .