بقلم: الاسعد بن أحمد- أعادت حرب غزةالجديدة مصر مجددا إلى الواجهة ..وبات مؤكدا أن الدور الإقليمي للقاهرة لن يكون كما كان عليه منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي عند توقيع اتفاق "كامب ديف" الاسرائيلي المصري الأمريكي.. الذي تسبب في عزل مصر عربيا وإسلاميا وإفريقيا لمدة أكثر من 12 عاما ..ثم في جعل ديبلوماسيتها إلى ديبلوماسية "التابع" لقرارات لوبيات أمريكية أطلسية وإسرائيلية متشدّدة .. لكن هذه الحرب التي استفادت من نتائجها إيران سياسيا واستراتيجيا لم تساهم في فك العزلة عن حليف إيران الرئيسي في المنطقة منذ ثورة 1979 أي نظام دمشق البعثي الذي تزداد الأوضاع فيه تعقيدا كل يوم ..فيما تؤكد مصادر مختلفة أن عدد ضحايا الاقتتال والمصادمات المسلحة تجاوز الأربعين ألفا .. وحسب المستجدات فان مؤامرات بعض صناع القرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي بعض العواصم العربية وإسرائيل يتابعون مساعيهم لتقسيم سوريا ..وإحداث دويلات طائفية فيها من أبرزها دولة كردية تتمتع بحكم ذاتي « محدود « على غرار « كردستان العراق «..؟ لكم من الذي سيستفيد من تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية كردية ومارونية وعلوية وعربية ؟ ألن تكون إسرائيل والقوى الاستعمارية الجديدة والأنظمة العميلة في المنطقة المستفيد الأول من هذه المؤامرة على سوريا التي كانت الحليف الرئيسي لقوى المقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين ولإيران والقوى المعادية لتوسيع حضور الحلف الأطلسي في تونس ؟ وهل أن تقسيم سوريا بعد تفتيت العراق ليس أكثر من لعبة قذرة الهدف الأكبر منها توريط مزيد من القوى السياسية والشعبية في المنطقة في نزاعات وصراعات دموية « الربح فيها خسران «؟ ثم هل لن يتسبب تأسيس دويلة كردية في سوريا بعد تأسيس « كردستان « العراق في تقسيم تركيا التي تعرف مناطقها الجنوبية منذ عشرات السنين تمردا مسلحا وصراعات دموية تطالب بالانفصال ؟ وإذا فتح الباب أمام بروز دويلات كردية في سوريا والعراق وتركيا ولبنان فهل لن تندلع حرب جديدة في المنطقة تمهيدا للاعتراف بدولة واحدة لكل الأكراد ؟ ثم هل لن تتشجع أقليات أخرى لتتحرك بدورها مدعومة ماليا من قبل قوى استعمارية من اجل تأسيس مزيد من الدويلات الطائفية والانفصالية في سوريا والعراق وإيران وتركيا باعتبارالصبغة الفسيفسائية عرقيا لمكونات مجتمعاتها ؟ تتعدد الأسئلة في مرحلة كثفت فيه القوى الأطلسية مساعيها لتركيز قواعد عسكرية وصاروخية جديدة في مياه الخليج وكامل الوطن العربي ..وفي وقت باتت فيه بعض اللوبيات السياسية توظف مجموعات دينية سلفية متشددة في عمليات مسلحة ..بعضها باسم "الجيوش الحرة" الممولة من قبل أنظمة معادية للديمقراطية وبعضها الآخر باسم "الدفاع عن النفس" على غرار ما فعلت إسرائيل مجددا في قطاع غزة الأعزل استعدادا ل"انتخاباتها القادمة"؟