في مثل هذا اليوم من سنة 2018 ودّعت تونس المناضلة السياسية والأمينة العامة السابقة للحزب الجمهوري، مية الجريبي، بعد صراع مع المرض. ولدت مية الجريبي يوم 29 جانفي 1960 في مدينة بوعرادة التابعة لولاية سليانة، لأب تونسي وام جزائرية. وتلقت تعليمها في رادس الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة تونس حيث تقيم مع أسرتها. تحصلت على شهادة البكالوريا، ثم انتقلت إلى مدينة صفاقس عام 1979 للدراسة في كلية العلوم. نشطت الفقيدة حقوقيا، مع أوائل الثمانينيات في فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في صفاقس، وناضلت في خط الدفاع عن حقوق المرأة. وعارضت بقوة نظام زين علي. كما كانت لها إسهامات في صحيفتيْ "الرأي" و"الموقف" كما شاركت في تأسيس حزب "التجمع الاشتراكي التقدمي" برفقة أحمد نجيب الشابي، الذي أصبح في ما بعد "الحزب الاشتراكي التقدمي ونالت عضوية مكتبه السياسي عام 1986. عام 2006 انتخبت على رأس الحزب خلفا لأحمد نجيب الشابي، وأصبحت أول امرأة تقود حزبا سياسيا في تونس والثانية على مستوى المغرب العربي، بعد زعيمة حزب العمال. وفي أكتوبر 2011 قادت الحزب في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي وانتخبت عضوا في المجلس، وترشحت لرئاسته، وحصلت على 68 صوتا مقابل 145 لصالح مصطفى بن جعفر، لتنسحب من المشهد السياسي منذ سنة 2014. انتزعت احترام خصومها السياسيين قبل حلفائها وأطلقت عليها أطراف سياسية وحقوقية لقب أيقونة النضال السياسي. قالت عن الثورة "كانت صرخة ضد الظلم، ضد الفساد والمحسوبية ومن يريد لها أن تكون قوسا لابد أن يغلق، نقول احلم فالمشوار لازال طويلا نعم، لكنه انطلق ولن يعود القهقرى" في 19 ماي 2018 فارقتنا مية الجريبي مع صراع مع مرض السرطان عن عمر يناهز 58 عاما. رحم الله مية الجريبي أيقونة النضال السياسي والإنساني.