ولدت مية الجريبي يوم 29 جانفي 1960 في مدينة بوعرادة التابعة لولاية سليانة في تونس. تلقت تعليمها في رادسجنوب العاصمة تونس حيث تقيم أسرتها، وفيها حصلت على الثانوية العامة، ثم انتقلت إلى مدينة صفاقس عام 1979 للدراسة في كلية العلوم، ونالت البكالوريوس في البيولوجيا عام 1983. دخلت الجريبي عالم السياسة مبكرا من خلال والدها الذي ناصر الزعيم التونسي صالح بن يوسف ضد الحبيب بورقيبة إبان الاستقلال 1956. نشطت حقوقيا أوائل الثمانينيات في فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في صفاقس، وناضلت من أجل رفع وعي المرأة والدفاع عن حقوقها. وشاركت في تأسيس حزب "التجمع الاشتراكي التقدمي" برفقة أحمد نجيب الشابي، وهو الحزب الذي تغير اسمه لاحقا إلى" الحزب الديمقراطي التقدمي"، ونالت عضوية مكتبه السياسي عام 1986. تولت مسؤولية الإعلام في الحزب، وكانت من النساء القلائل اللائي عارضن بقوة نظام بن علي وسياسته الاستبدادية ومنطقه في تسيير الدولة. وانتخبت عام 2006 على رأس الحزب خلفا لأحمد نجيب الشابي، وأصبحت أول امرأة تقود حزبا سياسيا في تونس والثانية على مستوى المغرب العربي (بعد زعيمة حزب العمال الجزائري لويزة حنون) ثم لحقت بهما نبيلة منيب المغربية على رأس حزب "اليسار الاشتراكي الموحد". دخلت في إضراب عن الطعام في أكتوبر 2007 مع أحمد نجيب الشابي احتجاجا على قرار المحكمة طرد الحزب من المكاتب التي يشغلها وسط العاصمة تونس. وبعد الثورة رفضت إقصاء أعضاء حزب التجمع الدستوري (حزب بن علي) من الترشح للانتخابات التشريعية والحياة السياسية لأنه يعتمد منطق العقاب الجماعي، وهو ما يتنافى في رأيها مع مبادئ الديمقراطية، واعتبرت العدالة الانتقالية ومحاسبة من تورط في الفساد وصنع القرار هو الطريق الأسلم. وفي أكتوبر 2011 قادت الحزب في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي وانتخبت عضوا في المجلس، وترشحت لرئاسته، وحصلت على 68 صوتا مقابل 145 لصالح مصطفى بن جعفر.