شهد وسط بيروت، ليل الخميس، مواجهات بين عشرات المحتجين والقوى الأمنية التي منعتهم من التقدم باتجاه مقر البرلمان، في أول تحرّك بعد انفجار المرفأ الضخم. وقالت وكالة فرانس برس إن مراسلها شاهد عشرات الشبان، بعضهم على دراجات نارية، وقد رشق عدد منهم القوى الأمنية بحجارة، بينما كان آخرون يضرمون النيران في ألواح خشبية وإطارات مطاطية. وردّت القوى الأمنية بالغاز المسيّل للدموع، كما تصدت لمحاولة تقدّمهم باتجاه أحد مداخل البرلمان. وتكررت محاولات الكر والفر لساعات حتى ما بعد منتصف الليل. وتظاهر محتجون في محيط مبنى البرلمان بالعاصمة بيروت، مطالبين باستقالة الحكومة، إثر الانفجار الذي شهدته المدينة، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى. وأفادت وسائل إعلام محلية عن إصابات في صفوف المحتجين والقوى الأمنية. ودعا ناشطون إلى تحرك احتجاجي السبت، على خلفية انفجار المرفأ الذي أثار غضبا واسعا في لبنان وفاقم النقمة ضد الطبقة السياسية. وتسبّب الانفجار بمقتل 149 شخصاً وإصابة خمسة آلاف آخرين، بينما لا تزال عمليات البحث عن مفقودين مستمرة في موقع الانفجار. في 17 أكتوبر، اندلعت موجة احتجاجات ضخمة غير مسبوقة استمرت أشهراً عدة، طالبت برحيل كامل الطبقة السياسية الحاكمة المتهمة بالفساد والهدر والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتعاقبة. وهدأت التظاهرات تدريجياً بعد تشكيل حسان دياب لحكومته، ثم بدء انتشار فيروس كورونا المستجد، من دون أن تتوقف التحركات المطلبية الرمزية أمام مؤسسات الدولة ومصرف لبنان. ويشهد لبنان منذ أشهر أسوأ انهيار اقتصادي. وبات نصف اللبنانيين تقريباً يعيشون تحت خط الفقر بينما تعاني 35 في المئة من القوى العاملة من البطالة. وشكّل انفجار المرفأ ضربة قاضية لسكان العاصمة ومحيطها، حيث بات نحو 300 ألف شخص مشرّدين من منازلهم التي تدمرت أو تضررت إلى حد كبير.