مرة أخرى لا يترك المنصف المرزوقي وجماعته فرصة لإسقاط هيبة الدولة و''تشليكها'' إلا ويسارعون لها. هذه المرة كان بطل القصة رئيس الديوان الرئاسي عدنان منصر الذي طالعنا مؤخرا في برنامج ''لمن يجرؤ فقط'' بمعلومات وحقائق ''صادمة'' أفرد بها برنامج المنشط سمير الوافي. عدنان منصر المسؤول الثاني بعد رئيس الجمهورية في مؤسسة من أعرق مؤسسات الدولة أطلق معلومات صادمة وخطيرة لعل أبرزها أن رئاسة الجمهورية افشلت ''انقلابا أمنيا عسكريا سياسيا'' على حد تعبيره. نعم.. الرئاسة تملك معلومات عن انقلاب يقوده الأمن والجيش وسياسيون لإدخال البلاد في الفوضى بل وقد لمّح منصر إلى أن وزير الدفاع الأسبق عبد الكريم الزبيدي هو من كان يقود الانقلاب !! حقائق ومعلومات ورسائل خطيرة أطلقتها الرئاسة.. ولكن لماذا اختار منصر أن يسرّب معلومات بمثل هذه الخطورة في وسيلة اعلام خاصة و''خاصة جدا'' على ما يبدو..؟؟ لماذا اختار منصر هذا التوقيت بالذات رغم ان ''الانقلاب'' كان جاهزا خلال جنازة الشهيد شكري بلعيد على حد كلام منصر.؟؟ من المفروض.. ومن المنطق.. ومن الحكمة.. ومن أعراف الدولة أن معلومات بهذه الخطورة والأهمية تطرح امام أنظار القضاء من اللحظة الأولى التي علم فيها بمكنونات ''الانقلاب'' لتجنيب البلاد خطرا داهما لا قدر الله. ومن الغريب أن مؤسسة دولة في مرتبة رئاسة الجمهورية تتكتم على خبر بمثل هذه الأهمية طوال هذه الفترة وهو ما يعرض المسؤولين في الرئاسة للمساءلة عن هذا التقصير إن لم نقل تواطئا... ثم لماذا اختار منصر ان يصدح بهذه المعطيات الآن.. بعد قرابة سنة كاملة عن ها الانقلاب ''المزعوم''..؟؟ مزعوم طالما لم نرى ونسمع ما يثبته. الخشية كل الخشية أن يكون التحضير للحملة الانتخابية هو السبب الرئيسي لتسريب مثل هذه المعطيات.. هنا نصبح فعلا جمهورية من جمهوريات الموز حيث لا فرق بين الحزب والدولة وحين يستبيح حزب سيد الرئيس مؤسسة الرئاسة لأغراض انتخابية... احتمال آخر يطرح نفسه ألا وهو أن ما صرح به منصر يندرج في إطار ''الفرقعات'' الإعلامية وهو احتمال يجد ما يبرره.. فالرجل صار محترف ''فرقعات'' فلا تكاد تمر برهة إلا ويباغتنا بتصريحات ''مثيرة'' و''عجيبة'' يهاجم فيها اليسار ونداء تونس ويساند النهضة ويدعمها ناسيا انه مسؤول بارز في أهم مؤسسة في الدولة وهو ما يفرض عليه الحياد عن كل الاحزاب حتى عن حزبه الجديد. أخيرا وحرصا منا على حفظ ما تبقى من هيبة الدولة وبعد كل هذه التصريحات الخطيرة من رئاسة الجمهورية لا يسعنا إلا ان نتوجه للنيابة العمومية بنداء عاجل لفتح تحقيق جدي في ما قيل على لسان عدنان منصر.