ينطلق مساء اليوم الملتقى الثاني لأنصار الشريعة بالقيروان وذلك قبالة جامع عقبة ابن نافع وسط حضور يتوقع ان يكون حاشدا للسلفيين الذين بدؤوا في القدوم منذ أمس من مختلف الولايات. ويحمل هذا الملتقى شعار "أفحكم الجاهلية يبغون" بقيادة زعيما التيار السلفي الجهادي الشيخ أبو عياض التونسي والشيخ الخطيب الادريسي. وقد طلب منظموا هذا الملتقى من الحضور مقاطعة كل وسائل الاعلام وتجنب الادلاء بتصاريح لأي تلفزة أو اذاعة أو صحيفة كما شددوا على ضرورة الالتزام بأوامر المنظمين وعدم السقوط في أي "استفزازات" والحرص على اكمال هذا الملتقى دون إثارة أي تشويش. ويتوقع متابعون للتيار السلفي في تونس أن هذا الملتقى الثاني من نوعه من سيمثل شارة البداية ل "صدام" بين أنصار هذا التيار وحركة النهضة خاصة وأن قيادات التيار السلفي قد بدأت تعبر عن رفضها ل"خنوع" حركة النهضة ل"العلمانيين" و"المنافقين". وقد كانت آخر مظاهر هذا الصدام رفض السلطات دخول زعيما التيار التكفيري في المغرب عمر الحدوشي وحسن الكتاني وهو ما اعتبره أبو عياض بداية الحرب مع النهضة وحذرها من مغبة هذا الصنيع. كما لا يخفى على أحد أن صحفة العسل بين حركة النهضة والتيار السلفي في طريقها للنهاية خاصة بعد استمرار التجاوزات التي يقدم عليها قواعد هذا التيار المتشدد والتي تنعكس سلبا على شعبية النهضة وتضع الحركة في حرج داخلي وحتى خارجي بعد تكرر الانتهاكات التي تستهدف الحريات العامة وحقوق المرأة وحرية التعبير. ويبدو جليا أن هذا الملتقى سيسعى إلى فك الارتباط بين هذا التيار وحركة النهضة بصفة نهائية خاصة وأن السلفية في تونس وعلى غرار ما حدث في مصر بدأت تنتظم "سياسيا" بعد التأشير لحزب جبهة الاصلاح السلفي في انتظار التاشير لحزب التحرير.