الجريدة: ياسر المعروفي: ميلود الطبابي هو شاب عاطل عن العمل، كان طوال اليوم يتسكع من مكان لآخر ومن مقهى لآخر. إلى أن قرر في أحد الأيام أن يغيّر واقع مدينته الرديف، فقد امتلئت الشوارع بالأوساخ والفضلات وفي غياب تام للسلط البلدية قرر ميلود أن ''ينظف'' مدينته ويجعل منها مثالا للنظافة. انطلق أول الأمر بجمع المال من المارة وفي المقاهي ليقوم بشراء معدات تنظيف وينطلق في رفع الفضلات ودهن بعض الأماكن العامة، وتواصل الأمر لايام شد خلالها انتباه الأهالي ونال اعجابهم الأمر الذي دفع عددا من شباب المنطقة إلى الالتحاق به ومساعدته. حملة النظافة التي أطلقها هذا الشاب لقيت تجاوبا كبيرا من أهالي الرديف ليلتحق به عدد كبير من الشباب والأطفال الصغار وحتى المسنين وتتحول العملية إلى ''ثورة نظافة'' شملت كامل المدينة. رفع الفضلات، تنظيف الشوارع، طلي حيوط الجوامع والأماكن العمومية، تهيئة الحدائق وحتى إعادة دهن الخطوط الخاصة بالمترجلين في الشوارع كلها اعمال قام بها اهال الرديف لتزيين مدينتهم وارجاع رونقها الذي غاب. خطوة جريئة قام بها الشاب ميلود الطبابي الذي لم استنبط من عطالته وقلة ذات اليد حلا ينفع به مدينته وهي خطوة نتمنى أن تلقى تجاوبا من بقية شباب المناطق الأخرى. وحينها فقط يمكن الحديث عن تحقق اهداف الثورة الحقيقية التي يجب أن تكون ثورة ثقافية قبل كل شي ثورة لتغيير سلوكيات بالية ترسخت على مدار سنوات.