حتّى تبقى مدينة بنزرت حيّة وجميلة هبّت مجموعة من شباب بنزرت المنتمين لجمعية أنتم تغيرون بنزرت بكلّ تلقائيّة وحماس ليرفعوا عن مدينتهم غبار الإهمال والنّسيان. تواعدوا على التّلاقي، كان الزّمان كالعادة يوم أحد، أمّا المكان فهوالمدينة العتيقة وما جاورها من معالم وأنهج رئيسية، أدواتهم بسيطة لكنّ أحلامهم كبيرة.
كانوا أوّل مجموعة في المدينة تقبل على العمل التّطوّعيّ فكان الأمر أشبه بمغامرة، سخر البعض من جنونهم واندفاعهم لكنّهم آمنوا أنّ الأعمال العظيمة في بدايتها لا تكون إلاّ أحلاما مغامرة.
في تحرّكهم الأوّل أحنوا ظهورهم لتلتقط أكفّهم العفويّة ما تراكم من أوساخ على الطّرقات.
ثمّ في التّحرّك الثّاني داعبت أصابعهم الأسوار القديمة وجدران المساجد وكأنّهم أرادوا أن تندمل جروحها.
وتتالت التّحرّكات وتمّ طلاء الأرصفة والمقاعد العموميّة في القصيبة ووضعت الحاويات وهم في كلّ ذلك يؤسّسون لثقافة جديدة هي ثقافة المواطنة.
وأوّل ثمار مبادرتهم أن تزايد عدد هؤلاء الشّباب بعد أن آمنوا برسالتهم فكانوا النّواة الأولى لهذه الجمعيّة الفتيّة.
أوّل الغيث قطرة وأصل السّنبلة حبّة
آخر حملاتهم وليست الاخيرة جمعت عددا هاما من الشباب رفعوا الاتربة عن اكثر من 10 انهج من المدينة وينتظرون ان تقتدي مصالح النظافة ببلدية بنزرت بهم حتى يعود لشوارع مدينة الجلاء رونقها .