اثارت زيارة راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الأسبوع المنقضي إلى مصر وبالتحديد اجتماعه "المغلق" مع قيادات تيار الاخوان المسلمين لغطا ونقاشات كبيرة داخل الوسط الاعلامي والسياسي المصري. ونقلت وسائل اعلام مصرية ما رشح من أخبار حول الاجتماع المغلق بين راشد الغنوشي والمرشد العام لجماعة الاخوان محمد بديع أن رئيس حركة النهضة اقترح على "اخوانه" الاستفادة من التجربة التونسية وتقاسم السلطة "وقتيا" مع بقية الاطراف السياسية كما عرض على قيادات الجماعة أفكاراً خاصة بكيفية إدارة الانتخابات الرئاسية. وجاءت الزيارة قبيل ايام قليلة من بداية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المصرية والتي يتصارع فيها مرشح الاخوان محمد مرسي وأحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك كما تزامنت مع توترات سياسية كبيرة خاصة بعد قرار المجلس العسكري حل البرلمان الذي يتزعمه حزب العدالة والتنمية الاسلامي. وقد نقلت صحيفة الاهرام ما ورد بالصحيفة البريطانية "الغارديان" والتي أكدت أن زيارة الغنوشي تاتي لإسداء النصح لحركة الإخوان في مصر وحثها على تقاسم السلطة مع شفيق. وأردفت "يقول الغنوشي أن حصول مرشح الإخوان محمد مرسي على حوالي 51 في المئة من الأصوات ليس كافياً لحكم البلاد" مضيفا انه "إما نتقبل الديمقراطية كما يراها الإسلام أو سينتهي بنا الأمر بفصل الاسلام من الحركة السياسية لأن الإسلام سيكون عامل تفرقة وليس عامل انسجام ووحدة". في حين رصدت الصحيفة الالكترونية مصراوي الاختلافات بين الإخوان فى مصر وتونس وبينت ان النهضة كانت اكثر وسطية من اخوان مصر وانها استطاعت التكيف مع الحداثة المجتمعية والسياسية مقارنة بالإخوان المسلمين في مصر وأرجعت ذلك للفرق الواضح بين طبيعة المجتمع في البلدين أكثر مما هو تعبير عن اختلاف فكري أو أيديولوجي. كما أشارت إلى أن حزب النهضة في تونس يعد أكثر ليبرالية من الإخوان المسلمين في مصر لأن حركة التطور الفكري للإخوان توقفت عند بعض الاجتهادات النسبية التي طرحت في القرن الماضي، لذلك نراهم اليوم أقرب إلي الاتجاهات المحافظة. من جانبها علقت الاعلامية المصرية كريمة كمال في افتتاحية صحيفة "المصري اليوم" تحت عنوان "تحذير تونسي" ان زيارة الغنوشي في هذه الفترة بالذات إنما تثبت ما يشاع حول ان ولاء الاخوان لا يكون إلا للاخوان وليس للبلاد والوطن وكتبت "أنهم يسعون إلى الاتفاق مع الإخوان فى البلدان الأخرى من أجل الهدف الأكبر ألا وهو الخلافة الإسلامية؟ لذا فهم لا يستطيعون التوافق مع القوى الوطنية الأخرى هم فقط يتفقون مرحليا ويختلفون فى اليوم التالى". وتضيف الاعلامية المصرية "زيارة راشد الغنوشى تعنى الاتفاق على المراحل القادمة فى إرساء الدولة الإسلامية فى كلا البلدين وربما فى البلاد التالية بعد ذلك ممن تسعى على طريق الربيع العربى فتجد نفسها أسيرة مشروع ليس هو ما نادت به وما خرجت من أجله ولا مادفعت فيه ثمنا غاليا من حياة أبنائها".