قامت الحكومة التونسية صباح اليوم بتسليم البغدادي المحمودي رئيس الوزراء الليبي السابق الى السلطات الليبية. وقد تم نقل المحمودي عبر طائرة مروحية نحو ليبيا حيث سلم للحرس الوطني الليبي بعد ضمانات بمحاكمته محاكمة عادلة. ورغم أن الحكومة التونسية لم تصدر أي بيان في الغرض فان وكالة اسوشايتد براس الامريكية أكدت منذ قليل عملية التسليم. وكانت الحكومة التونسية اكدت منذ ايام على لسان وزير العدل نور الدين البحيري عن عزمها تسليم البغدادي المحمودي خلال ايام او اسابيع. وقال البحيري يوم 22 ماي ان الحكومة قررت تسليم المحمودي، وان "ما تبقى هو بعض الأمور التنظيمية"، مضيفا ان "الترحيل قد يحدث خلال أيام أو أسابيع أو أكثر" وان "ليبيا تعهدت بمحاكمته محاكمة عادلة". ويقبع المحمودي البالغ من العمر 67 عاما في السجن جنوبتونس منذ اعتقاله في 21 سبتمبر 2011، بعد دخوله الاراضي التونسية ومحاولته التسلل الى الجزائر المجاورة على متن سيارة رباعية الدفع. ووجهت ليبيا طلبين رسميين الى تونس لتسليم المحمودي لإحالته أمام القضاء الليبي بتهم تتعلق بالفساد المالي في عهد معمر القذافي و"التحريض" على اغتصاب نساء ليبيات خلال ثورة 17 فيفري التي أطاحت بنظام القذافي. وأصدرت محكمة الاسئناف بالعاصمة تونس يومي 8 و25 نوفمبر 2011 حكمين منفصلين يقضيان بتسليم المحمودي إلى ليبيا، غير انه وبحسب القانون التونسي لن يصبح قرار التسليم نافذا إلا بعد توقيع الرئيس عليه. وكان الرئيس التونسي السابق فؤاد المبزع قد رفض التوقيع على قرار التسليم مبررا ذلك بخشيته من تعرض رئيس الوزراء الليبي السابق الى التعذيب أو القتل هناك ، مثلما حصل مع معمر القذافي. فيما قال الرئيس التونسي الحالي المرزوقي انه لن يسلم المحمودي الا اذا توفرت له ظروف "محاكمة عادلة" في ليبيا. واعلن الجبالي في مؤتمر صحفي مشترك عقده في تونس في 17 ماي مع نظيره الليبي عبد الرحيم الكيب ان تونس "لن تكون ملجأ لمن يهدد أمن ليبيا"، رافضا في نفس الوقت الاجابة بنعم أو لا على سؤال ان كانت بلاده ستسلم البغدادي المحمودي الى ليبيا ومكتفيا بالقول: "نحن في خدمة الشعب الليبي".