انخرطت العديد من الاعمال المسرحية فنيا في أحداث الثورة التونسية فاتخذتها منطلقا لمواضيعها ومحاورها وفي إطار برنامج تظاهرة "العرض الأول" في دورته الثامنة التي يقترحها فضاء التياترو تعرض يوم الجمعة 17 فيفري مسرحية "انفلات" دراماتورجيا واخراج وليد الدغسني ومن انتاج شركة أسبيس للإنتاج. وتعتبر "انفلات" وليدة جملة من المعطيات الاجتماعية والسياسية التي عايشناها في الفترة الاخيرة، جمعت صور وشخصيات واحداث كانت بمثابة خلاصة لهواجس وحيرة كان لا بد من البوح بها على خشبة المسرح حتى تلتقي مع الآخر المشاهد في مسار بحث للوصول الى اتفاق ليكون بذلك المسرح منطلق كل هذه المعاني من اجل حوار جماعي مشترك على خشبة المسرح. ومن خلال قصة رجل وامرأة المحاصرين بالخوف من مهاجمة منزلهما من الغرباء في زمن الانتفاضة الشعبية وبين الخوف والترقب والانتظار ينخرطان في نقاش حاد بين معقلن للأحداث وبين داع للنضال من اجل التغيير فتنطلق المرأة في مواجهة الواقع في حين يرفض الرجل ويقرر مواجه المجهول ومن هذا المنطلق يكون للمسرح خطابا معبرا عن واقع عصره. وحتى لا يتحول المسرح الى فعل هامش بلا جدوى كان لا بد من رؤية مسرحية فنية تعكس ما يحدث تتناول من خلال قواعد جمالية مضبوطة قضايا حارقة فكان الممثل حامل المعنى ومجمع لمفردات العرض بإمكانيات جسدية ونفسية من اجل بلوغ الهدف والمقصد ومن اجل تأسيس مسرح ما بعد الثورة في تونس ومعالجة قضايا المواطن. كما يسعى العمل الى استغلال ما يوفره المسرح المعاصر من مساحات حرة للتعبير وجرأة في الطرح وتفجير لقدرات الممثل المعايش للواقع وتقديم مقاربة فنية مبسطة لأحداث انية وربطها بمسارها التاريخي تلك هي "انفلات" تمثيل مسرحي للانفلات بكل أشكاله الاجتماعي والسياسي والاخلاقي والمهني ومحاولة المسرح أن يكون المعبر عن هاجس المواطن ومحيطه قام بتجسيده كل من مكرم السنهوري وأماني بلعج.