تسجل الدورة السابعة لمهرجان دوز الوطني للفن الرابع انفتاحا على تجارب مسرحية مغاربية لأول مرة منذ تأسيسه. ويقام المهرجان الذي ينطلق يوم 6 من الشهر الجاري وتتواصل إلى غاية 10 منه بدار الثقافة محمد المرزوقي ودار المسرح بدوز وشوارع المدينة. وعلل مدير المهرجان السيد منصور الصغير هذا التوجه على أن للمسرح دور كبير الآن وأكثر من أي وقت مضى ليقوم بدوره في تغيير الوجود من خلال دوره التربوي والتعليمي والتوعوي والتثقيفي للشعوب لأنه الحامل لكل التوجهات الإنسانية أي ما يتعلق بالأحاسيس والأفكار النيرة والإيجابية. كما أكد أن برنامج التظاهرة يتضمن عروضا متنوعة تشمل مختلف الميادين الثقافية والفنية الإبداعية. وهي المقاييس التي عملت هيئة المهرجان في دورته الحالية على مراعاتها في اختيار العروض وضبط البرنامج في محاولة لجعل العروض تكون بمثابة دعوة حقيقية لإيقاظ وعي المتلقي. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة عروضا مسرحية متنوعة موجهة لمختلف الشرائح العمرية ومعارض ثقافية ( تهتم بالخصوص بملابس مسرحيات قديمة وجداريات خاصة بفرقة بلدية دوز للتمثيل ) فضلا عن تنظيم كرنفال تنشيطي بشوارع المدينة تشارك فيه ماجورات وفرق شعبية ونوادي الأطفال والمسرح والجمعيات ذات الاهتمام بالمجالات الفنية والثقافية.
«ترياق» خاص بالمهرجان
ويتمثل الحضور المغاربي في هذه الدورة في عرض مسرحي «كرسي الاعتراف» من المغرب للمخرج عبد الحق زروال ومسرحية « مكتب رقم 13» من الجزائر. أما بقية العروض فتتمثل في مسرحيات « انفلات» التي تصنف ضمن مسرح الثورة للمخرج وليد الدغسني ويقوم بالتمثيل فيها الثنائي أماني بلعج ومكرم السنهوري إضافة إلى مسرحية «التقارير « لجمعية الإبداع المسرحي بمنوبة وعرضين مسرحيين لجمعية النجم التمثيلي بقفصة وهما « عامل يومي» و»غزيل البنات». فيما تشارك جمعية مسرح البحر بالمهدية في المهرجان بعرضين في اليوم الختامي للتظاهرة عنوان الأولى «الهوى جلنار» والثانية «ملام». فيما تتمثل العروض المسرحية الخاصة بالأطفال في « غنائية الألوان» وغابة السلام» لجمعية غابة الصمود بأم العرايس. وتجدر الإشارة إلى أن فرقة بلدية دوز أعدت مسرحية خاصة بالمهرجان وهي مسرحية «ترياق « وهي بدورها أول عمل مسرحي يخرجه الشاب وابن الفرقة مكرم السنهوري ومن تأليف عبد الناصر عبد الدائم. وسيتم عرضها لأول مرة في سهرة افتتاح المهرجان. وملخص هذا العمل أنه محاولة لاستقراء الصحراء وامتداد الروح فيها في محاولة للإجابة عن تساؤلات بدت لمخرج العمل وكاتبه أنها ملحة من منطلق : ما هي هواجس الصحراء الأبدية؟ وأين يقف هذا المعطى الطبيعي من كل التحولات التاريخية والكونية؟ وهل هي جزء من المركز أم أنها مجرد هامش؟ وأي علاقة تربطها بالسلطة مهما كانت خلفياتها الإيديولوجية؟ وما علاقة الأنا الحر بالأنا السلطوي؟ فالمسرحية تحاول الإجابة عن جملة هذه الأسئلة وغيرها بطريقة تربطها براهن الجهة وغيرها من الجهات التونسية.
أي مسرح نريد؟
كما تم الإعداد لمائدة مسرحية مستديرة تدور مطارحاتها خلال اليوم الثاني من المهرجان حول» أي مسرح نريد؟» وهو السؤال الذي يختزل مباحث ورؤى نظرية وعملية حول واقع الفن الرابع ومطلب تحيينه وتطويره على نحو يستعيد فيه دوره الرئيسي حتى يعيد للإنسان إنسانيته ليحقق المصالحة المطلوبة مع المتلقي ويصبح ملاذ أهل الثقافة والسياسة والفكر والعامة على حد السواء. وسيشارك في هذه المائدة كل من الأساتذة بوبكر خلوج ومحمود الماجري ووحيد السعفي وحمادي المزي وغيرهم من المسرحيين المشاركين في المهرجان. من جهة أخرى تمت برمجة ورشة لصنع العرائس والأقنعة تتواصل خلال أيام المهرجان يشرف عليها أساتذة مختصون في المجال ويفسح المجال للمشاركة فيها إلى هواة الميدان والمسرحيين الشبان.