الحرية مصطلح متعدد المفاهيم والأبعاد وقد وظفه النظام البائد لعزف سنفونية تخدم مآربه فلطالما تغني بحرية المرأة وحرية الإبداع ووظف... زمرة من الإعلاميين والكتاب وما اصطلح عليهم بالمثقفين فتحدثوا وكتبوا وأسالوا انهارا من الحبر عن "سيدة قرطاج" وعن بن علي الرئيس السابق فسالت الكلمات انهارا عن حرية المرأة في تونس وانسابت ثقافة الميوعة و"التشخبيط والتخلبيط" لتنخر خلية مجتمعية تعد نصف المجتمع. هذه الحرية المزعومة تقابلها في سياق آخر ممارسات الإجبار والإكراه والتحريم والتجريم ولا نجد لهذا صدى في النظام السابق فحسب بل هي ثقافة موروثة عن النظام البورقيبي. هذه التركة وظفها نظام بن علي واستخدم لبلوغ هذا الهدف أزلاما نشرهم في كل... وحدب من كل جهات الجمهورية وفي المؤسسات التعليمية فكان هؤلاء يقاومون التستر والحياء بمختلف أنواعه، فالطالبة أو التلميذة التي ترتدي "الحجاب" تقمع وتمنع من دخول الفصل إذا تخلت عن قناعتها هذه والتي اقرها الدين الإسلامي الحنيف وشرعها. بعد الثورة شهدت العقول تحررا نسبيا وفاض فنجان القهر والكبت الذي مورس على بعضهن سابقا فتزايد عدد المحجبات والمنقبات في الشارع والمدرسة والمعاهد والكليات فطفت عديد التيارات تحرم ما حلل الله وتجرمه بشتى الأشكال حتي أن الغالبية الساحقة من التيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها تلاعب وفق مفهوم فصل الدين عن السياسة هو بمثابة فصل الروح عن الجسد وذهب بعضهم إلى اتهام من ترتدي الحجاب أو النقاب بالمنافقة أو التي تتستر وراء أقنعة للفوز بخطيب أو بعريس،....ما لكم كيف تحكمون؟ ولذلك بات من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن هذا التشتت الفكري والإيديولوجي وجبت مقاومته وفي المقابل لابد من وضع ضوابط أخلاقية وقانونية تحترم من خلالها الذات الإنسانية امرأة كانت أو رجلا منقبة أو محجبة أو حتى سافرة وإن كان هذا المصلح الأخير وظفه البعض على أنه "جريمة بحق من لا يرتدين الحجاب او النقاب" وهو بعيد عن ذلك بعد السماء عن الأرض ومن قال غير ذلك فالحجة على من ادعى وليعد إلى مختلف المعاجم والقواميس العربية وحتى الناطقة ببقية اللغات ليتبين دلالته ومعناه. مبروك بن حسن