ما زالت قناة نسمة "تكعرر وتعاود" وتبث كل ما تراه صالحا لخدمة مصالحها في ما عرف بقضية عرض فيلم "برسيبوليس" والورطة التي... وضعت نفسها فيها خاصة وهي تخشى أن تؤثر "حكومة النهضة" على القضاء في هذه القضية...وعملا بمقولة إن أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم فقد واصلت نسمة أول أمس هجومها على الحكومة من خلال ملف خصصته للحديث عن طرد السفير السوري...أنا لا أجادل في حق نسمة في مناقشة أي موضوع مهما كان لكني استغرب من محتوى الحوار ومن الأشخاص الذين دعتهم نسمة لهذا الحوار.فللمرة الثانية على التوالي يتحدث السيد عبد الله العبيدي،مدير الإعلام سابقا بوزارة الخارجية عن الموضوع فينتقد بشدة قرار الحكومة وهو الذي لم يكن يملك في عهد ولي نعمته بن علي وعبد الوهاب عبد الله غير "حق" المباركة والتنميق لمواقف الحكومة والخارجية تحديدا التي نعرفها جميعا.أما السيد انيس الذي استضافته نسمة بصفته ممثلا للطلبة التونسيين في سوريا بين سنتي 1987 و1990 فلا أظنه كان يمثل الطلبة الشيوعيين أو البعثيين أو الإسلاميين في تلك الفترة أي أن موقفه لم يكن إلا صدى لمواقف حكومة بن علي وطلبة التجمع. وأما السيد سفيان بن حميدة صاحب مبادرة "الريشة الذهبية" المهداة في عهد المناشدة إلى بن علي فإن الله يعرف ميمونة..وميمونة تعرف ربها...وإذا أضفنا إلى كل هذا علمنا بأن "باعث القناة" السيد نبيل القروي ليس سوى ذلك الذي انقلب على تاريخه ومناشداته وارتدى فجأة جبة الثورة فإنه يحق لنا أن نتساءل:هل أن ما يحصل في نسمة مجرد صدفة؟ أنا شخصيا أشكّ في ذلك كثيرا عملا بالمثل القائلا "كاد المريب يقول خذوبي"!