تتوالى الحملات هذه الأيام ضد التعذيب والكل يطالب بالرأفة بالمساجين... ولا يوجد على وجه هذا الأرض من يعارضهم بل ان كل البشر يرفض التعذيب بكل أشكاله وكذلك مجرد التعنيف والاعتداء ولو معنويا على اي سجين... لكن هذه النداءات اتخذت أشكالا وكأنها تبرئ هؤلاء وتبحث لهم عن أعذار وتناسوا في هذه الحملات الضحايا لان محولة التخفيف من هول الجرائم التي ارتكبت دعوة الى تشجيع المنحرفين ولو عن غير قصد... فهل الذي احرق مدرسة ومحكمة وبلدية وإدارة ومبيتا ومصنعا ومخزن علف او أدوية يستحق الدفاع عنه؟ هل من استولوا هذه الأيام على شاحنتي المساعدات لضحايا الثلوج هم أبرياء؟ هل من سطوا على منازل وأملاك المواطنين يستحقون العفو؟ ان الدفاع هكذا عن المنحرفين يبعث الحيرة في النفوس وينظر إليه المواطن العادي عل انه نفاق اجتماعي خطير للغاية... فطالعوا الصحف التي صدرت منذ أشهر والتي تنشر أخبار الحوادث ولاحظوا ان جلها ارتكبه منحرفون غادروا السجن بعد ان تمتعوا بالعفو في شهر جانفي الماضي... كفانا عواطف مزيفة.. فهناك جرائم بشعة ارتكبت بصفة مجانية تترك البشر في دوامة من الحيرة... ارتكبت عن سابق إضمار وترصد .. جرائم قتل وتعذيب غاية في البشاعة... رئيس الجمهورية ووزير العدل أطلقا تسعة آلاف محكوم عليهم... جلهم اخذ في ارتكاب الجرائم منذ مغادرته السجن والرأي العام متضايق ووعد وزير العدل باطلاق المزيد في عيد الاستقلال! هل فكر مليا في النتائج والمواطن لا يخفي انزعاجه وخوفه من هذه الإجراءات غير المسؤولة؟ فجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان تطالب بمزيد الإفراج ولكن من يحمي المواطن؟ هناك مروّجو المخدرات بأنواعها... هنالك مهربو قوت الشعب.. هناك لصوص التجهيزات المدرسية.. هناك النشالون... هل يستحق هؤلاء العفو؟ بينت التجارب انهم يجهلون التوبة ومع ذلك جماعة الدفاع عن حقوق الإنسان يطالبون بمزيد ترك أبواب السجون مفتوحة!ا الرجاء ان يزن كل فرد الكلمات التي ينطق بها حتى لا يتحول الى منافق يقول ما لا يفكر فيه وما لا يخدم امن المواطن الكريم الذي يريد العيش في امن وأمان هل النشال الذي يستولي على حافظة أوراق وبها بطاقة مهنية وبطاقة اشتراك مدرسية في حافلة النقل ويعدمها يستحق الرأفة؟ اتركوا النفاق يرحمكم الله لان الضحايا مآسيهم اكبر من حقوق المنحرفين. نوري مصباح