منذ شهر أكتوبر و"بابا الحنين" وتنابلة قناته لا تنفك عن ذرف دموع التماسيح على "حرية الرأي" لمجرد عرض فيلم فرنسي أنتجوه للاجئة إيرانية... تضمر الحقد الشديد لوطنها الأم وجعلوا منه قضية –رأي- للتغطية على ماض انبطاحي لا يشرف بقيت –الفايس بوك- تذكر به لمن لا يشاهد قناة –بابا الحنين_ وفي الأسابيع الأخيرة ظهرت بدعة جديدة في دعوة –أساتذة- من الشرق حذقوا الكلام في الدين واختراع بدع تزيد في ماسي هذه المنطقة التي تزخر بمشاكل من كل الأطياف جعلت الملايين في حالة من البؤس المادي والاجتماعي لا يحسدون عليها... ومثل دعوة الفنانين من مغنيين وراقصات ومهرجين من الشرق أثار هذا التوريد البشري رفضا بلغ الاشمئزاز والرفض لان ذلك الصنف من البشر يحاول بقدر طول لحيته التأثير في الطبقة الساذجة والتي تغلب عليها العاطفة الدينية بخرافات تقليدية عند بعض القبائل التي بقيت متشبثة بنظريات الدجالين وما أكثرهم في الإسلام... وحاول آخر المشعوذين جذب أصحاب العواطف الرقيقة الى مغارات وجحور نسج عليها العنكبوت منذ قرون خيوطا سميكة أصابها التعفن.. ولكن ما أثار رائحة التعفن في الأجواء ملاحظة وزير الخارجية في ندوته الصحفية من ان تلك الشطحات والمشعوذات لا تمس الأمن ولاحظ ما معناه انها "حرية تعبير" وهنا يظهر ان الأجواء جد متلبدة ذلك ان المشعوذين والدجالين يرمون بذور التفرقة بين الشعب بالحث على اتباع أساليب الجاهلية في الحياة اليومية مدعمة بأفكار دينية ... والكل يعلم أن الشعب يتأثر بسهولة بكل ما يمس الدين وهنا نخشى ان يندفع البعض في تطبق هذيان ذلك الدجال السفيه.. وهكذا تظهر مآسي جديدة في المجتمع والحكومة الحالية في غنى عنها وكلام الوزير يظهر وكأنه يشجع على مزيد خلق المشاكل حتى نصبح مثل باكستان مثلا... فتلك هي دعوات تخلق فجوات في المعتقدات وكان أنواع النقاب وماخلفه من جدل لا يكفي مجتمعنا الذي يواجه تحديات معيشية صعبة والحكومة مضطربة المواقف في مواجهتها والوزير وكأنه يدعو الى مزيد المآسي... مهزلة "بابا الحنين" لا تنطلي على اي عاقل ولكن التلويث الفكري المستورد مرفوض ومساندته تدعو إلى الريبة خاصة عندما تأتي من جهة رسمية.. بشر يدعو إلى النور والى الخروج من دهاليز الظلام الدامس وبشر يشجع على التشبث بمغارات الجهل والانسداد الفكري ومزيد الغوص في الجاهلية... الحكومة الهندية طلبت من وسائل الإعلام ان توجه الشباب إلى العلم والى محاربة الشرور الاجتماعية.. انها ثقافة.. نوري مصباح