تتالى الأحداث وتتسارع على الساحة الوطنية وهذا طبيعي لأن السباق احتدّ بين مختلف الأطراف المعنية بالانتخابات وهذا السباق "المحموم" وغير المنظم في معظمه يخلق تشنجات على الساحة السياسية بصفة عامة سواء على مستوى أداء الحكومة أو على مستوى الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. فبعد الزوبعة التي أحدثها خطاب الوزير الأول السيد الباجي قائد السبسي والذي أحدث هزة كبيرة ولم يغلق ملف تداعياته إلا في نهاية الأسبوع الماضي, أحدثت إذاعة "كلمة" زوبعة جديدة فقد نشرف هذه الإذاعة خبرا مفاده أن السادة عبد العزيز المزوغي ومحسن مرزوق وكمال مرجان والأزهر العكرمي إلى جانب رجل أعمال معروف اجتمعوا في حمام سوسة ووضعوا خطة لتوجيه الإعلام خلال الفترة الانتخابية في اتجاه معاد لحركة النهضة والحزب العمالي الشيوعي التونسي وذلك للحيلولة دون تحقيق هذين الحزبين الفوز في الانتخابات القادمة. ردود الفعل أحدث إعلان هذا الخبر ردود فعل قوية جدا في حجم خطورة ما تضمنه حيث تدخل السيد الأزهر العكرمي على أمواج إحدى الإذاعات الخاصة واقسم بشرفه وبأغلظ الإيمان أنه لم يزر في حياته بلده حمام سوسة وإنه لا يعرفها إلى حد إعلانه هذا. أما السيدان عبد العزيز المزوغي ومحسن مرزوق فإنهما مصران على تتبع الحقوقية المعروفة السيدة سهام بن سدرين قضائيا. من ناحيته كذب السيد كمال مرجان من خلال مواقع الكترونية أخرى هذا الخبر مكتفيا بالتأكيد بأنه لم يحضر مثل هذا الاجتماع ويطالب في نفس الوقت إذاعة "كلمة" بتكذيب الخبر الذي إذاعته وهدد بالالتجاء إلى القضاء إذا لم يتم ذلك. واستغل السيد منصف المرزوقي من جهته هذا الخبر لعقد ندوة صحفية يوم السبت الماضي وطلب فتح تحقيق في الغرض. لكن وإلى حد كتابة هذه الأسطر لم يصدر أي تكذيب للخبر عن إذاعة "كلمة" التي أوردته وقد اتصلنا من جهتنا بعديد الأطراف المعنية وأكد لنا جميعهم أنهم لم يتصلوا بتكذيب من إذاعة كلمة. بقي سؤال يحيرنا يتعلق بهذا الموضوع ألا وهو استهداف السيدة سهام بن سدرين والتلويح بمقاضاتها وهي ليست الممثل القانوني لإذاعة كلمة وليست هي من حرر هذا الخبر؟ وتفيد المعلومات التي استقيناها من الدوائر المقربة من السيدة سهام بن سدرين أنها موجودة خارج تونس وهي في أوروبا على وجه التحديد وذلك طيلة أيام الأسبوع الماضي وإلى حد الآن حيث تتولى حاليا إلقاء سلسلة من المحاضرات.