أحمد نجيب الشابي يتهم : "أنتم من ثبت الديكتاتورية في تونس" القطب الديمقراطي الحداثي يضيف : "لن نشارك في حكومة بها أطراف "رجعية" أو "ظلامية"
احتدّ الصراع بين الأحزاب وتصاعد إلى أن أصبح تراشقا بالتهم واستفزازات علنية.بعد حادثة الاعتداء بالعنف على الناشطة وفاء جوة التابعة للحزب الديمقراطي التقدمي خلال شهر جوان الماضي بمدينة صفاقس واتهام أحد انصار النهضة قيامه بهذا التعدّي . فجّرت هذه الحادثة الأحقاد بين الأحزاب حيث ردّت حركة النهضة على هذا الاتهام بأن اعتبرته " مغالطة" و "تهويلا" و " تزييفا للحقائق" . وقالت النهضة في بيان لها : هذا سلوك غير حكيم من طرف الحزب الديمقراطي التقدمي عندما يعتبر أن كل من يعرف بالتزامه الديني عدوّ للحزب ونصير للنهضة". هذه الحادثة أدخلت الطرفين في نزاع مستمر وخلقت صداما بين أنصارهما الذين أصبحوا يستفزون بعضهم لبعض . في آخر لقاءاته مع متساكني ولاية أريانة نظم السيد أحمد نجيب الشابي اجتماعا شعبيا مع متساكني مدينة قلعة الأندلس بولاية أريانة حيث استفزه خلاله أحد من مناصري حركة النهضة ووجه له كلاما استهدفه في شخصه وحزبه . وعقب هذه المداخلة اتهم أحمد نجيب الشابي بلغة حادة وغاضبة حركة النهضة بأن قال عنها " أنتم من ثبت الدكتاتورية في تونس" . وأضاف أنه يرفض كل أشكال الوصاية على الدين وقال إنه " لا يحق لأحد أن يستقطب الناس باسم الإسلام لان الشعب التونسي مسلم منذ مئات السنين ولا يحتاج لمن يحكمه باسم الدين" . هذا وذكّر السيد أحمد نجيب الشابي مناصري حركة النهضة الحاضرين في الاجتماع بمختلف نضالات حزبه المشتركة مع حركة النهضة في أواخر الثمانينات وما تعرّض له حزبه من قمع وتتبعات بسبب مساندته ووقوفه في صف قيادات ومناضلي حركة النهضة . كما ذكّر بإضراب الجوع الذي نقذه مدة 32 يوما ومساندته حرية التعبير رغم أن جريدة الموقف كانت تصدر في ذلك الوقت . هذا وأكد السيد أحمد نجيب الشابي حرص الحزب الديمقراطي التقدمي على مواصلة التصدي لكل مظاهر العنف ومقاومة المحاولات الحزبية التي من شأنها أن تشوه صورة الحزب الديمقراطي التقدمي وتعيق مسار الانتخابات . وأضاف أن الغبار سينجلي عن قريب في يوم ينتظره كل التونسيين 23 أكتوبر القادم حيث سيقول الشعب التونسي كلمته في كل الأحزاب . تبادل التهم واستفزازات كلامية تحدث بين الأحزاب التونسية وهي في أدق مرحلة في مسار الحياة السياسية زمن الانتقال الديمقراطي . تدخل حركة النهضة كذلك صداما مع القطب الديمقراطي الحداثي الذي يحتضن مجموعة من الأحزاب مشتركة الأهداف والبرامج ويقصي كل الأطراف " الظلامية والرجعية" بصفة نهائية خاصة بعد أحداث منطقة " الملاسين" وما حصل من اعتداءات على مؤتمر القطب الديمقراطي الحداثي وما روّج من أخبار على أن المعتدين هم من أنصار النهضة وأتباعها . حول هذا الموضوع صرّح السيد رياض بن فضل مقرر القطب الحداثي التقدمي خلال مؤتمر شعبي عقده يوم السبت بقصر المؤتمرات صرّح أن " القطب لن يشارك في أي حكومة بعد الانتخابات تشارك فيها الاطراف الظلامية والرجعية " . وأشار إلى أن الثورة لم تحمل شعارات دينية بل كانت ثورة كرامة وحرية ومساواة و حداثة وهو ما يبين أن تلك الأطراف الرجعية تحاول الركوب على الثورة . وأفاد السيد رياض بن فضل أنه يلزم نفسه بأن لا يترك " الظلاميين" يتحيلون على القطب ويطوعون الثورة لصالحهم .وانه لن يسقط فريسة لبعض الأطراف الرجعية. وفي هذا الصدد أعلن القطب الديمقراطي الحداثي أنه بصدد بناء مشروع حداثي يشارك فيه الجميع ولن يتم إقصاء أي أحد لكن لا مجال لفسح الطريق أمام التحالفات الظلامية والرجعية . هذه التصريحات اعتبرتها النهضة تشويها لصورتها وتعديا صارخا على تاريخها ونضالاتها فكانت في كل اجتماع شعبي تقوم به ، تعمد إلى تلميع صورتها وإزالة كل هذه التهم من خلال خطاباتها المتواصلة وتحركاتها المستمرة . مع اشتداد الصراع بين الأحزاب في تونس يكثر الحديث عن التخوف من إمكانية تاجيل الانتخابات وحدوث فوضى داخل الهيئة العليا للانتخابات وذلك من خلال ما هو متداول في الشبكات الاجتماعية وحتى في العديد من الحلقات الخاصة ولكن ربما لا تغير هذه الصدامات شيئا ولن تؤثر في مجريات الاعداد للانتخابات وستظل منحصرة داخل الأحزاب نظرا لاختلافاتهم الجذرية في افكارهم ومبادئهم وبرامجهم السياسية. بقلم :إيمان الدجبي