بعد أن انفض مجلس المعارضين المتحالفين قبل الثورة، انكشف واقع جديد قوامه «حرب التصريحات الاعلامية» التي ارتفعت وتيرتها مع قرب انتخابات المجلس التأسيسي المقررة 23 أكتوبر الجاري، حيث يحاول كل طرف سياسي التشكيك في الاطراف المقابلة مع انطلاق الحملات الانتخابية ل«المجلس التأسيسي» الذي سيتولى إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية امس؛ تصاعدت «حرب التصريحات» بين مختلف القوى المشاركة في هذه الانتخابات. وبعد أن انفض مجلس المعارضين المتحالفين قبل الثورة، انكشف واقع جديد قوامه «حرب التصريحات الاعلامية» التي ارتفعت وتيرتها مع قرب انتخابات المجلس التأسيسي المقررة 23 أكتوبر الجاري، حيث يحاول كل طرف سياسي التشكيك في الاطراف المقابلة وفي برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي مصادر تمويلها وعلاقاتها بالخارج وامكانية أن تكون رهينة لأجندات أجنبية وفي استعمالها أساليب غير قانونية من أجل الظفر بأكبر عدد من أصوات الناخبين. عقاب شعبي : وضمن «حرب التصريحات»، دعا رئيس حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» المنصف المرزوقي الى أن «يبادر الشعب التونسي الى معاقبة زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي». وأفضل وسيلة للعقاب، بحسب المرزوقي، هي «عدم التصويت لقوائم الشابي الانتخابية، نظرا لأن الحزب الديمقراطي التقدمي يوظف المالي السياسي ويستقطب رجال أعمال فاسدين من بقايا العهد السابق ويحاول شراء أصوات الناخبين ولم يلتزم بقانون منع الإعلان السياسي»، بحسب تعبيره. وفي خطوة غير مسبوقة دعا المرزوقي الشعب التونسي الى «معاقبة كل الأحزاب الأخرى والاكتفاء بالتصويت لحزب حركة النهضة الاسلامية وحزب التكتل من أجل العمل والحريات والعمال الشيوعي» اضافة الى حزبه. وقد برّر هذا الطلب بأن «على التونسيين الا يشتتوا أصواتهم بين مئات القوائم الانتخابية»، وأن «يركّزوا على أربعة أحزاب فقط من أجل الوصول الى مجلس تأسيس متماسك»، بحسب قوله. الشابي و«النهضة» : ويبدو أن الشابي لم يهتم كثيرا بتصريحات المرزوقي، وإنما يولى كل اهتماماته الى حركة «النهضة»، الحزب الأكثر تنظيما وحضورا وتنافسية على المرتبة الأولى من حيث المقاعد في المجلس التأسيسي المنتظر. وخلال مؤتمر شعبي في مدينة قلعة الأندلس من محافظة اريانة، تعرض الشابي الى اساءة من قبل أحد أنصار «النهضة» طالت شخصه وحزبه، ما جعله يرد عليه بالقول: «أنتم من ثبّتم الديكتاتورية في تونس»، في إشارة الى تعمد الحركة الاسلامية استعمال العنف والإعداد لانقلاب عسكري في البلاد مطلع التسعينات من القرن الماضي، «ما جعل الرئيس السابق زين العابدين بن علي يستغل تلك الممارسات إعلاميا وسياسيا لإرساء الديكتاتورية التي استمرت لمدة 20 عاما». رجعية وظلامية: على الصعيد ذاته، قام عدد من أنصار حركة «النهضة» في حي الملاسين الشعبي الأكثر فقرا في تونس العاصمة، بمنع تنظيم اجتماع شعبي لتحالف «القطب الديمقراطي الحداثي» الذي يتزعمه الامين العام لحركة «التجديد»، الحزب الشيوعي سابقا، أحمد ابراهيم الذي أعلن أنه «لن يشارك مستقبلا في أي حكومة توجد بها عناصر ظلامية متطرفة»، في إشارة واضحة ل«النهضة» التي يتزعمها راشد الغنوشي. البيان الاماراتية- 02 أكتوبر 2011