لا يخفى عن أحد أن ثورة تونس التي فتحت أبواب الربيع العربي وأثرت في سياسات جلّ مدن العالم التي منها من عدلت.. . أوتارها وأدخلت تحويرات في أنظمتها وسياساتها الداخلية خاصة وكانت بحق فاتحة خير وبشائر حرية وديمقراطية أنعشت الشعوب العربية وحتى الأوروبية وبدول شرقي آسيا ودول القارة الأمريكية .. وقد أطاحت ثورة الاحرار بليبيا د بطاغية كان بحق حجرة عثرة أمام وحدة مغاربية حقيقية على اسس متينة تحترم فيها إرادة الشعوب وحرمة الدول الخمس التي لم يتركها القذافي تتمتع بالاستقرار على إمتداد كثر منأربعة عقود وقد أشعل الحروب وبعثر أوراق اتفاقيات تهدف لتحقيق أحلام شعوب المغرب العربي الكبير في خمس دول تنطلق من ليبيا لتصل حدود موريتنانيا . الجديد هذه الأيام هو الدعوة الصادقة والجدية التي جاءت من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي ورث الحكمة والرصانة والشعور بالتكامل والتحابب بين دول المغرب العربي الكبير من والده المغفور له رجل المواعيد الكبرى الملك الحسن الثاني وجده المناضل الخالد محمد الخامس طيّب الله ثراهما اللذين حظيا بمحبة صادقة وتقدير كبير جدا من طرف الزعيم بورقيبة الذي آمن بتأسيس وحدة مغاربية على قواعد متينة لتحقيق أهداف سامية لخدمة شعوب هذه المنطقة وقد تجددت هذه الدعوة من طرف الملك المتقد حيوية الشاب المحنك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين للمسيرة الخضراء تحدث بشفافية تامة ووضوح ينعش أبناء المنطقة وأكد استعداده على الصعيد الثنائي وخاصة مع الجزائر الشقيقة إلى إنبعاث نظام مغاربي جديد يتجاوز الانغلاق والخلافات العميقة لفسح المجال للحوار والتشاور ... وأضاف العاهل المغربي أن هذا النظام سيشكل بالدول الخمس محركا حقيقيا للوحدة العربية وفاعلا رئيسيا في التعاون الاورومتوسطي وفي الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء والاندماج الإفريقي ..وقد أكد كذلك في خطابه التاريخي هذا عن حرص المغرب على التنفيذ التام لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة في خصوص قضية الصحراء المتنازع عنها ... للتوصل إلى حل سياسي نهائي يرضي الطرفين لحلّ هذا النزاع الإقليمي المفتعل في إطار الوحدة الوطنية والترابية للملكة المغربية حسب قوله ... كما ندد العاهل المغربي بما وصفه بالمعاناة التي يتعرض لها سكان الصحراء المغربية اللاجئون في مخيمات تندوف في جنوب غرب الجزائر وهي مخيمات تديرها السلطات الجزائرية وجبهة البوليزاريو ... كل ما نتمناه هو أن تفتح أبواب الوحدة المغاربية للوحدة الحقيقية دون صراعات إقليمية وتجاذبات سياسية تؤثر في الحياة العادية لشعوب المنطقة وأن يصبح نداء الملك محمد السادس حقيقة لا خيالا وليس من قبيل الخطب السياسية في المناسبات الوطنية وهذا حتما سيؤدي إلى وحدة عربية دون صراعات إقليمية أو اختلافات إيديولوجية تشتت الشعوب المغاربية في عهد يناشد فيه الجميع بالكرامة والحرية . مرشد السماوي