العيشة نار و مآلنا الانتحار...لا يخفى عن احد أننا نعيش اليوم غلاء مشطا تشهده أسعار المواد الأساسية التي أصبحنا اليوم أيضا نسجل فقدانها و انعدامها... المواطن التونسي اليوم لم يعد قادرا على توفير قوت عائلته ولم يعد قادر على مجابهة غلاء الأسعار فقدرته الشرائية ودون الرجوع إلى الأرقام الثابتة متدنية و متدنية جدا أمام غلاء المعيشة و تجاوزها سقف الدخل التونسي. اليوم أصبحنا نرى "قفة" التونسي فارغة تبحث عن أبخس الأثمان؛ تبحث عن ارخص الأصناف حتى لا تعود فارغة للعائلة.اليوم وبعد ما أسميناها بثورة الحرية و الكرامة لم تتحقق أي كرامة ولم نحقق مقومات العيش الكريم و أصبحنا نسجل عمليات انتحار متتالية ردا على ما يعيشه التونسي من خصاصة و احتياج في اغلب جهات البلاد التونسية من شمالها إلى جنوبها. اليوم و في إطار ما تشهده البلاد من ضبابية المشهد السياسي و الاجتماعي الجديد يتساءل التونسي عن مستقبل وضعيته واليات الاستجابة لمتطلباته الحياتية الضرورية التي ستتبعها الحكومة المستقبلية.والجميل في الأمر أن التونسي لازال يبتسم في خضم هذه المتناقضات اليومية و يجسد وضعيته المأساوية من خلال صور كاريكاتورية مضحكة و هادفة في الوقت نفسه. والمؤسف في هذا الأمر أيضا أن التونسي أعلن يأسه و استسلم لوساوس الشيطان و وضع حدا لحياته من خلال العمليات الانتحارية المتكررة.