سجّلت منظومة زيت الزيتون خلال السنوات الأخيرة مؤشرات إيجابية، حيث أصبحت الزيوت الجيّدة تمثل 70 بالمائة من جملة الإنتاج، وهي نسبة تقارب النسب المسجلة في البلدان المعروفة بإنتاج الزيوت مثل إسبانيا، غير أنّ معضلة تصدير الزيوت معلبة ما تزال مطروحة. وقال وزير التجارة والصناعات التقليدية خلال لقاء عقده (يوم الإربعاء) بدار المصدر بمناسبة انعقاد الملتقى الوطني الخامس حول "تثمين زيت الزيتون" إنّ الانطلاق الفعلي لصندوق النهوض بزيت الزيتون المعلب عام 2006 مكّن المؤسسات من تطوير صادراتها من زيت الزيتون المعلب ب6 مرّات من حوالي 800 طن عام 2006 إلى 5500 طن خلال هذا الموسم، حيث أصبحت تمثل 4 بالمائة من جملة صادرات الزيوت مقابل 1 بالمائة في السابق.
وأشار رضا بن مصباح إلى تطوّر عدد المؤسسات التي انتفعت بتدخلات صندوق النهوض بزيت الزيتون المعلب لتبلغ حوالي 35 بالمائة من جملة المؤسسات الصناعية المصدرة خلال الموسم الحالي، حسب وزارة التجارة.
وأفاد بأنّ عدد المصدرين لزيت الزيتون المعلب قد ارتفع ليبلغ 34 مصدرا، مكّنوا من تطوير عدد الأسواق لتبلغ 31 سوق مقابل 19 سوق عند الانطلاق في التعريف بزيت الزيتون المعلّب.
وتصدر أغلب الزيوت التونسية نحو الأسواق الأوروبية سائبة وغير معلبة، ودون علامة أو هوية تونسية، وهي نقطة الضعف الرئيسية التي يشتكي منها القطاع وطالما أثارها العديد من المصدرين.
وتسعى تونس في اطار المخطط الحادي عشر للتنمية إلى تصدير 10 بالمائة من الزيوت معلبة عام 2011، بالإضافة إلى تكثيف البرامج الإشهارية والرويجية لزيت الزيتون التونسي المعلب.
إلا أنّ بعض الناشطين في القطاع يقولون إنّ الاهتمام بالتعبئة والتغليف من قبل المنتجين والمصدرين يبقى ضعيفا للغاية رغم المؤشرات الإيجابية المسجلة إلى حدّ الآن، وهو ما من شأنه أن يؤثر على رواج المنتوج رغم جودته العالية، باعتبار أن التعبئة هي الواجهة الأولى للسلعة.
ويجد المصدر التونسي نفسه أمام معضلة توريد العلب البلورية من أوروبا بأسعار باهضة، في غياب صناعة تونسية قادرة على إنتاج قوارير بلورية ذات جودة لتسويق الزيوت معلبة باتجاه أوروبا.
