أخبار تونس تحظى تونس بشهرة مميزة في مجال إنتاج زيت الزيتون الذي يعتبر الذهب الأخضر و يعرف هذا القطاع نموا مطردا من سنة إلى أخرى، إذ ما تنفك مكانة تونس تتدعم في التصدير و تسجل حضورا مميزا في عدة أقطاب في العالم. و بمناسبة اقتراب موسم جني الزيتون نظم المركز الفني للصناعات الغذائية الملتقى الوطني الخامس حول جودة زيت الزيتون و سبل مزيد تثمينه و ذلك صباح يوم الأربعاء 28 أكتوبر بدار المصدر بتونس العاصمة. أشرف على افتتاح هذا الملتقى السيد رضا بن مصباح وزير التجارة و الصناعات التقليدية بحضور ممثلي هياكل مؤسسات اقتصادية تجارية و صناعية و الصيد البحري...و مجموعة من الإعلاميين. و أكد السيد رضا بن مصباح في كلمة توجه بها للحضور أن هذا الملتقى يمثل موعدا قارا يقام كل سنة تزامنا مع انطلاق موسم جني الزيتون و هو موعد نقف فيه على ما تم رصده في السنة الفارطة من نتائج ومؤشرات جودة زيت الزيتون و نسبة ترويجه. و أشار إلى أن تونس شهدت تطورا كبيرا في مجال صادرات زيت الزيتون، إذ بلغت نسبة صادرات زيت الزيتون المعلب 5500 ألف طن في 2008/2009 مقابل 2450 ألف طن في 2007/2008، و قد بلغت الصادرات في 2005/2006، 1250 أي هناك تطور بحوالي 4 بالمائة. أما عن توزيع الصادرات من الزيوت بصفة عامة حسب الأسواق فوضح قائلا: ” إننا لاحظنا خلال موسم 2008/2009 استحواذ السوق الإيطالية على حوالي 50 بالمائة من صادراتنا، مع تراجع صادراتنا في السوق الإسبانية و تطورها في السوق الأمريكية حيث تستقطب 21 بالمائة من صادرات تونس من زيت الزيتون مقابل 6 بالمائة خلال المخطط العاشر و 1 بالمائة خلال المخطط الثامن.” و من الأسواق الأخرى المقبلة على الزيوت التونسية المعلبة، أضاف السيد رضا بن مصباح قائلا:” البلدان العربية تمثل أهم الوجهات مثل الأردن و الإمارات العربية المتحدة...مع تطور للأسواق الأمريكية و الروسية و الكندية...” و لم يكن هذا التطور في نسبة الصادرات ليتحقق لولا تحسن جودة المنتوج التونسي و خضوعه لمواصفات الجودة و هناك مؤشرات تدل على تطور جودة الزيوت المصدرة، إذ مثلت الزيوت الرفيعة المصدرة 62.5 بالمائة من جملة الصادرات خلال المخطط العاشر. كما أشار أيضا إلى أهمية الدور الريادي للمؤسسات المصدرة و التي ساهمت في دعم حركة التصدير ومكنت من اكتساح الأسواق الخارجية من ذلك مثلا: بلوغ عدد المؤسسات المصدرة 34 مؤسسة في موسم 2008/2009 مقابل 20 مؤسسة سنة 2005/2006، أما عدد المؤسسات المصدرة لأكثر من 100طن فقد بلغت 9 مؤسسات بعد أن كانت 3 مؤسسات. و بارتفاع عدد المؤسسات ارتفع عدد الأسواق من 19 إلى 31 سوقا في الموسم الأخير. و أكد السيد الوزير في السياق نفسه على توفر مجموعة من العوامل الهامة لتحقيق هذه المؤشرات الإيجابية من ذلك مثلا الدور الريادي الذي لعبه صندوق النهوض بزيت الزيتون المعلب و الديوان الوطني للزيت(ONH) و الاستثمارات التي تشجعها الدولة في هذا المجال، هذا فضلا عن الاتفاقيات مع البلدان الصديقة و الشقيقة ( مثل تطور الصادرات نحو الأقطار العربية في إطار اتفاقية التبادل الحر معها). وعرج الوزير أيضا على أهمية برامج الحملات الترويجية التي تتولى التسويق للمنتوج التونسي مثل الإشهار و المعارض و الندوات و مختلف اللقاءات... و نوه في ختام كلمته بأن المؤشرات الإيجابية جلية و هي تقر بتطور كبير على مستوى جودة زيت الزيتون أو تصديره و ذلك بفضل السياسة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي الذي أولى القطاع الفلاحي أهمية كبرى و اعتبره أحد أهم سبل تحقيق التنمية و أولاه كل العناية و الإحاطة من تجديد و تعصير وسائل الإنتاج الغذائية و إرساء المخابر و نظام الجودة و الدراسات و عمليات النهوض بتسويق و ترويج المنتجات، هذا فضلا عن التكوين و تأهيل الإطار التحليلي و تكوين الذواقين و إحداث جوائز تشجيعية و إحداث منح تتماشى و تطلعات المهنة، كما أن النية تتجه إلى إحداث صالون إقليمي للتعريف بزيت الزيتون المعلب... و أشاد السيد رضا بن مصباح بأهمية البرنامج الانتخابي في الآونة الأخيرة للرئيس زين العابدين بن علي و حرصه على دعم القطاع الفلاحي و إقامة اقتصاد صديق للبيئة مما يساهم في رفع نسبة الجودة. و مثل اللقاء مناسبة هامة تداول خلالها مجموعة من الباحثين سبل النهوض بمؤشر الجودة و التصدير في هذه الصناعة الغذائية الهامة في جلستين ترأس الأولى السيد: أحمد زكريا المدير العام للصناعات الغذائية و الثانية محمد شكري رجب المدير العام للمركز الفني للصناعات الغذائية. و قدم السيد محمد شكري رجب المدير العام للمركز الفني للصناعات الغذائية مداخلة بالمناسبة حول جودة زيت الزيتون التونسي و أما السيد نور الدين العقربي فتناول المنظومة الهامة التي دعمت تطور هذا المنتوج في إشارة خاصة إلى دور صندوق النهوض بزيت الزيتون المعلب و أشار في ورقته القيمة إلى مجموعة من المعطيات حول الصادرات و الجودة و الأسواق و آليات الترويج...حيث ذكر أن عدد المعاصر بتونس وصل إلى 1670 معصرة و 40 وحدة تعليب و 16 وحدة للتكرير... و تبعتها مداخلات أخرى قدمتها كل من السيدات: هاجر فنيش و نرجس مصلح وكوثر بن حسين و الباحث الفرنسي السيد سيفستيانوس روسوس... و اختتمت الجلسات بجلسات نقاش و حوصلة لأهم المسائل المتعلقة بدعم هذه الصناعة الغذائية و أبرز التحديات التي تفرضها المنافسة في الإنتاج و الجودة و الترويج...