تونس الصباح سجل قطاع الزيتون خلال السنوات الأخيرة تطورا هاما على مستوي نوعية الزيت المنتج، حيث بلغت نسبة الزيت الممتاز زهاء 70 في المائة من جملة الكميات المنتجة سنويا. ويعود هذا التطور في نوعية إنتاج الزيت حسب مصادر وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة (إدارة الصناعات الغذائية) الى جملة من العوامل تتمثل بالأساس في تطور الاهتمام الفلاحي بالقطاع والتعامل الناجع مع الزيتونة. كما أن هذا التطور يعود أيضا في جانب هام منه الى عامل آخر أساسي، وهو تطور عمليات العصر التي أصبحت في نسبة نسبة 80 في المائة منها تعتمد ميكنة عصرية، حيث فاق عدد المعاصر المجهزة بنظافة الزيتون الآلي وسرعة العصر أكثر من ألفي معصرة موزعة على كافة جهات البلاد. وأفاد وزير التجارة والصناعات التقليدية خلال لقاء عقده أخيرا بدار المصدر بمناسبة انعقاد الملتقى الوطني الخامس حول تثمين زيت الزيتون، أن الإنطلاق الفعلي لصندوق النهوض بزيت الزيتون المعلب كان سنة 2006، وقد مكن المؤسسات المختصة في التعليب من تطوير صادراتها من الزيت المعلب ب 6 مرات، وذلك بإحداث نقلة في المجال كانت في مستوى 800 طن سنة 2006، الى 5500 طن خلال الموسم الفارط. وبين أنه بذلك تصل نسبة الصادرات من الزيت المعلب من جملة زيت الزيتون المصدر الى 4 في المائة، مقابل 1 في المائة فقط في السنوات السابقة، وهو يعتبر تحولا هاما إذا ما قيس بمرحلة الدخول في عمليات تعليب الزيت وتصديره على هذا النحو. ويشار إلى أن عدد المصدرين لزيت الزيتون المعلب يتنامى من سنة إلى أخرى، وبلغ الآن 34 مصدرا. وقد حقق نشاطهم في هذا المجال تطورا في عدد الأسواق التي تستقبل الزيوت التونسية المعلبة لتبلغ في آخر إحصاء لها 31 سوقا مقابل 19 فقط في فترة سابقة، وأساسا عند بداية التعريف بزيت الزيتون التونسي المعلب. وتجدر الإشارة في هذا الجانب الى أن أغلب الزيوت التونسية تصدر الى الأسواق «صبة»، أي غير معلبة، وكذلك دون علامة تونسية واضحة تميزها عن غيرها من زيوت البلدان الأخرى. كما أن كميات زيوت الزيتون التونسية التي تصدر «سائبة» تبقى بدون هوية تونسية، وهذا ما لا يكسبها الخصوصية وبالتالي يمثل نقطة ضعفها في الأسواق العالمية التي يشتكي منها القطاع بشكل عام، ويعاني منها المصدرون. وأفادت مصادر مطلعة من القطاع أن السعي جار الى بلوغ نسبة 10 في المائة من تعليب الكميات المصدرة من الزيت وذلك في غضون السنتين القادمتين، إلى جانب التكثيف من الحملات الترويجية لزيت الزيتون التونسي المعلب، خاصة بعد التوصل الى وضع علامة خاصة به تميزه عن بقية الزيوت المنتجة من بلدان اخرى.