تم، اليوم الجمعة بتونس توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين وزارة الشؤون الاجتماعية والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، من أجل ارساء مبادئ الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد. وتهدف هذه الاتفاقية، التي تولى كل من وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد شوقي الطبيب، التوقيع عليها الى ترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة وتعزيز قيم النزاهة وارساء قواعد الشفافية في مجال المعاملات الادارية. وأوضح شوقي الطبيب، في تصريح اعلامي بالمناسبة، ان هذه الاتفاقية التي تندرج في اطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، تتضمن ثلاثة محاور أساسية يتعلق الأول منها بالتعاون بين الهيئة والوزارة باعتبارها تشرف على عدد هام من المؤسسات و المنشآت العمومية، وذلك من اجل التقصي والبت، ضمن فريق عمل مشترك، في الملفات التي ترد على الهيئة والتي تتضمن شبهات فساد. وخصص المحور الثاني من هذه الاتفاقية، لتركيز ما يسمى ب"نماذج النزاهة"، وهي، حسب الطبيب، آلية من آليات مكافحة الفساد يقع بمقتضاها اختيار مؤسسة او منشأة عمومية لاخضاعها لبرنامج تأهيلي يجعلها مثالا يحتذى به في اطار التصرف الرشيد في الموارد البشرية والمالية مما يحفز بقية المؤسسات على النسج على منوالها. وكشف الطبيب انه يقع حاليا العمل بهذا التمشي مع كل الوزارات التي وقعت اتفاقيات تعاون مع الهيئة، مثل وزارة الصحة ووزارة النقل ووزارة الثقافة ووزارة الفلاحة والموارد المائية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الشؤون المحلية و البيئة والادارة العامة للديوانة. أما المحور الثالث من هذه الاتفافية فينص على العمل المشترك بين الوزارة والهيئة من اجل تفكيك منظومة الفساد، وفق ما أفاد به رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، مشيرا الى انه سيقع الاستعانة باطارات وخبرات وزارة الشؤون الاجتماعية في هذا الخصوص، وذلك من اجل الكشف عن بؤر الفساد التي يمكن ان توجد في بعض المؤسسات والمنشآت العمومية الخاضعة لاشراف الوزارة. ومن جانبه كشف وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي، في تصريح اعلامي، انه وقع الاختيار على كل من مصحة العمران ومصحة حي الخضراء التابعتين لصندوق الضمان الإجتماعي، لاخضاعهما لبرنامج تأهيلي حتى تصبحا ضمن ما يسمى ب "نماذج النزاهة". وذكر الطرابلسي ان توقيع هذه الاتفاقية يندرج ضمن دعم الدولة لعمل الهيئة في مكافحة الفساد وتعزيز ثقافة الحوكمة والنزاهة، معتبرا ان هذا التعاون "ضروري ليس لمكافحة الفساد فحسب بل للوقاية منه"، حسب قوله.
