أثار رجل الأعمال عزيز ميلاد فضيحة سياسية في فرنسا راحت ضحيتها وزيرة الخارجية ميشال أليو ماري، التي تواجه دعوات بالاستقالة بسبب قضائها عطلة في تونس في الأيام الأولى للانتفاضة وقبولها القيام بالرحلة على متن طائرة لشركة "نوفيل إير" التابعة لعزيز ميلاد. وتعرّضت أليو ماري أيضا لانتقادات حادة لتقديمها معلومات للنظام السابق عن تقنيات فرنسية للسيطرة على أعمال الشغب بعد اندلاع الاحتجاجات ضد بن علي.
لكن وزيرة الخارجية الفرنسية رفضت –في حوار على شاشة القناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي في مقابلة أذيعت أثناء ذروة المشاهدة- تقديم استقالتها.
واتهمت ميشال اليو ماري باستخدام طائرة خاصة يملكها عزيز ميلاد نقلتها من تونس إلى طبرقة لقضاء عطلة عائلية في فندق يملكه أيضا هذا الرجل في نهاية ديسمبر 2010، بينما كانت الشرطة تقتل المدنيين لقمع الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت من سيدي بوزيد.
ويملك عزيز ميلاد، الذي بدأ حياته في مهن صغيرة بالقيروان، وكالة سياحة عملاقة إسمها "تونيزيا ترافل سرفس" (تي تي أس). كما يملك شركات أخرى ناشطة في قطاعات الصناعة والزراعة والمعلوماتية.
وتسوق "تي تي أس" حاليا لدى كبريات وكالات الأسفار الأوروبية نحو 20 بالمائة من طاقة الاستيعاب في الفنادق التونسية (حوالي 800 فندق) وخصوصا لدى "توماس كوك" ثاني أكبر وكالة أسفار أوروبية.
وفي نهاية ثمانينات القرن الماضي، بدأ عزيز ميلاد الاستثمار في قطاع الطيران وأسس شركة "إير ليبرتي" المتفرعة من الشركة الفرنسية التي تحمل الإسم نفسه قبل أن تصبح لاحقا "نوفيل إير"، وهي تابعة لمجموعة "تي تي أس".
وفي 2003 جذبت شركته المزدهرة بلحسن الطرابلسي شقيق ليلى الطرابلسي بن علي، الذي كان يسعى لاحتواء أي منافسة تهدد شركته للطيران "كارتاغو إيرلاينز".
وفي ديسمبر 2009 اشترى بلحسن الطرابلسي 21 بالمائة من اسهم "نوفيل إير" التي دمج شركته بها. والأمر الغريب الذي حصل حينها أن ميلاد الذي يملك 79 بالمائة من أسهم الشركة تخلى عن منصب رئاسة مجلس إدارتها لبلحسن الطرابلسي.
واتهم عزيز ميلاد بأنه كان متورطا مع المجموعة التي كانت تنهب البلاد خاصة أنه كان مسؤولا في الحملة الانتخابية للرئيس المخلوع بن علي في 2004 وكان من أول الموقعين على لائحة مطالبته بالترشح لانتخابات 2014.
واستعاد عزيز ميلاد منصب رئاسة مجلس إدارة شركة "نوفيل إير" في 28 جانفي 2011، بعد فرار بلحسن الطرابلسي إلى كندا بعد أسبوعين من سقوط نظام بن علي.
