لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان تستمع إلى ممثلين عن وزارة الداخلية حول مقترح قانون    عاجل/ منحة شهرية ب30 دينار للمصابين بهذا المرض النادر    عاجل/ السيطرة على حريق بالمنطقة الصناعية في قابس    مستشار ألمانيا يطالب نتنياهو بضمان تدفق المساعدات إلى غزة    10 روائح...التونسي يعرفها من بعيد    لطيفة العرفاوي حول حفلها في عيد الجمهورية: "هذا شرف لي"..    عشرات الضحايا بصواعق رعدية عنيفة في الهند    وقتاش تكون العضمة المتشققة آمنة للأكل؟ ووقتاش يجب التخلص منها؟    حفلة تتحوّل لكابوس بسبب سقف: رزان مغربي تصاب إصابة خطيرة    عاجل/ الكشف عن موقع عسكري اسرائيلي سرّي في غزّة    رقدت لباس؟ يمكن السر في صوت المروحة    6 أعشاب يمكنك زراعتها بسهولة في الصيف...حتى في الشباك!    الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي ينظم مصيفا وطنيا تحت شعار "الترفيه حق لكل طفل" لفائدة 600 طفل من أبناء العائلات المعوزة    زغوان: تقدم موسم حصاد الحبوب بحوالي 98 بالمائة    النادي الإفريقي: محمد الشافعي يزف بشرى سارة للجماهير    كرة اليد: منتخب الكبريات يشرع في التحضير لبطولة العالم بتربص في الحمامات من 21 الى 25 جويلية    عاجل/ موجة حرّ متوقعة آخر هذا الأسبوع و الأسبوع القادم.. أهم مميزاتها والتفاصيل..    بورصة: رسملة السوق تزيد بنسبة 12،8 بالمائة منذ بداية 2025    مهرجان قرطاج 2025: انتقادات قبل الانطلاق وسجالات حول البرمجة وسط تطلع لتدارك العثرات    الموسيقار محمد القرفي يفتتح الدورة 59 من مهرجان قرطاج بعرض "من قاع الخابية": تحية للأصالة برؤية سمفونية معاصرة    باريس ....تحتفي بالشاعر الجليدي العويني    قبلي: رفع 71 مخالفة اقتصادية خلال النصف الاول من شهر جويلية    تحسن أداء توننداكس بنسبة 16،3 بالمائة موفى السداسي الأوّل من 2025    القرآن والتنمية الذاتية: 10 آيات تغيّر الحياة    وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية تصادق على مشاريع بقيمة 19،1 مليون دينار    جريمة مروعة: مقتل امرأة خنقا على يد زوجها..وهذه التفاصيل..    الجامعة العامة للتعليم الأساسي تطالب بالتعجيل بفتح حوار جدّي ومسؤول مع وزارة التربية    12 سنة سجناً ضدّ مدير سابق بشركة الحلفاء بالقصرين    30٪ من الناجحين يرسبون في أوّل عام جامعي... علاش؟    في سهرة مشتركة على ركح الحمامات: "سوداني" و"جذب" يحلّقان بالجمهور بجناحي البوب والإنشاد الصوفي    حفل كولدبلاي في بوسطن يفضح علاقة سرية للملياردير آندي بايرون    ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة بداية من يوم غد السبت    إستعدادا لانطلاق منافسات الرابطة الأولى: برنامج المباريات الودية للأندية التونسية    عاجل: غلق طريق حيوي بالعاصمة أيام السبت والإثنين.. وزارة التجهيز توضّح وتدعو إلى الحذر    محكوم بالسجن : ليلة القبض على بارون ترويج المخدرات في خزندار    باريس سان جيرمان يتعاقد مع حارس المرمى الإيطالي ريناتو مارين ل 5 مواسم    الجامعة التونسية لكرة القدم تكشف عن روزنامة الموسم الرياضي 2025-2026    أستاذ تونسي يُفسّر ''ناقصات عقل ودين''    عاجل/ البيت الأبيض يكشف الوضع الصحي لترامب..    معهد الرصد الجوي يؤكد أن شهر جوان 2025 كان أشد حرّا من المعتاد    إجراءات صحية يجب على ترامب اتباعها بعد تشخيصه ب"القصور الوريدي المزمن"    د. أسامة بركات: حجر المرّارة ما يتفتّتش...والحلّ الوحيد هو استئصالها!    غزة.. عشرات الشهداء والجرحى وقصف يستهدف النازحين والمنازل والبنى التحتية    وزيرا الفلاحة والتجارة يشرفان على اجتماع لمتابعة وضعية تزويد السوق بالمنتجات الفلاحية ومواجهة الاحتكار    عاجل: شارع رئيسي في سُكرة يُغلق 10 أيام.. ما الذي يحدث؟    الرابطة الأولى: نضال الخياري مدربا جديدا لإتحاد بن قردان    نسبة صادمة: 20% من السوّاق في تونس في حالة كحولية ليلاً!    اليوم درجات حرارة عالية والشهيلي داخل على الخط    نقابة الصحفيين تنعى الصحفي يوسف الوسلاتي: وداعًا لأحد أعمدة الكلمة الحرة    تزويد مركز الوسيط بطريق المطار في جهة صفاقس بتجهيزات طبية جديدة    مباريات ودية: نتائج يوم الخميس وبرنامج نهاية الأسبوع    موجة حر تضرب تونس خلال هذه الفترة... درجات الحرارة قد تصل إلى47°    خطبة الجمعة: موقف الإسلام من الإسراف والتبذير: حسن ترشيد استهلاك الماء    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ديني واجتماعي    اسألوني: يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    المندوبية الجهوية للثقافة بسليانة تعلن عن برمجة مهرجان سليانة الدولي    هام/ انجاز طبي نوعي بقسم الأنف والأذن والحنجرة بالمستشفى الجامعي بقابس..    مهرجان الحمامات الدولي: مسرحية "ام البلدان" تستعير الماضي لتتحدث عن الحاضر وعن بناء تونس بالأمس واليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهرجان قرطاج الدولي/ دورة 2025: انتقادات قبل الانطلاق وتطلع إلى تجاوز العثرات
نشر في المصدر يوم 18 - 07 - 2025

تنطلق مساء غد السبت 19 جويلية فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي في المسرح الروماني بقرطاج لتتواصل إلى غاية 21 أوت المقبل، وسط جدل واسع وانتقادات تطال خيارات البرمجة وآليات التنظيم.
ارتباك تنظيمي اتسم بسحب معلقات، وإلغاء عروض بعيد الكشف عن البرمجة الرسمية، ونفاد تذاكر عديد العروض بعد وقت قصير من الإعلان عنها وطرح بيع تذاكرها في السوق السوداء على شبكات التواصل الاجتماعي مما يسيء إلى صورة هذا المهرجان العريق الذي شكل منذ تأسيسه سنة 1964 منصة هامة للترويج للثقافة والأعمال الإبداعية والفنية المتنوعة من تونس ومختلف بلدان العالم.
وقوبل الإعلان عن برمجة هذه الدورة بردود فعل متباينة هيمنت عليها الانتقادات للخيارات الفنية التي رآها البعض من فنانين وفاعلين ثقافيين وحتى الجمهور لا تتماشى مع التوجهات الاستراتيجية لهذه التظاهرة العريقة والاستراتيجية الوطنية للثقافة عموما.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد لدى لقائه بوزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي، يوم 9 جويلية الجاري بقصر قرطاج، على أن الثقافة من قطاعات السيادة وليست مهرجانات ولا معارض موسمية لمدة أيام أو أسابيع، بل ينبغي أن تكون كل تظاهرة ثقافية أو فنية جزءًا من معركة أوسع من أجل الحرية والتحرّر، في تونس وفي العالم كلّه.
وذكر رئيس الدولة بالمناسبة، بأن عديد المهرجانات الثقافية الدولية في تونس عند تأسيسها ساهمت لا في الارتقاء بالفن وبسائر أشكال الإبداع الأخرى بل كانت مناسبة يلتقي فيها المناضلون من أجل الفن والارتقاء بالفكر والذوق، فضلا عن أن عددا منها كانت تتويجا لمسيرة العديد من الفنانين والمبدعين.
كما شدد رئيس الجمهورية على أن المهرجانات كلها يجب أن تتنزل في إطار المواقف المبدئية للدولة التونسية النابعة من الإرادة الحرة للشعب التونسي ولا مجال فيها لمن لا يقاسمه مواقفه المبدئية.
وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان منذ تأسيسه، تقام هذه الدورة دون مدير فني حيث اكتفت وزارة الشؤون الثقافية هذا العام بتكليف لجنة مختصة لتنظيم الدورة 59، وهو ما أثار تساؤلات عديدة عن أسباب هذا التوجه.
ومنذ الكشف عن البرمجة الرسمية للدورة، أثير الجدل حول مجموعة من النقاط التي أثارت تساؤلات تعلقت بسحب معلقة عرض الفنان الفلسطيني مروان عبد الحميد المعروف ب«سانت ليفانت» قبل تعويضها بأخرى في اليوم التالي، فضلا عن إعلان هيئة التنظيم العدول عن برمجة عرض الفنانة الفرنسية "هيلين سيغارا" وسحب معلقته بعد حملة منددة بتوجهاتها المعادية للقضية الفلسطينية. وفي المقابل نفت الفنانة، في تصريح لوسائل الإعلام الدولية، ارتباطها بأي التزام مع إدارة المهرجان.
وأكدت الهيئة في المقابل "التزامها بموقف تونس الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني"، وبينت في هذا السياق أن البرمجة تضمنت عديد العروض الداعمة للقضية الفلسطينية من بينها عرض الافتتاح للمايسترو محمد القرفي الذي يتضمن مشهدا يؤرخ دعم تونس لفلسطيني منذ الاستقلال، كما يحتفي عرض الفنان رياض الفهري (بساط أحمر 2) بأطفال رام الله، كما يصدح صوت الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي في عرض "تخيل روحك تسمع" للفنان كريم الثليبي، بالإضافة إلى برمجة عرضين لفنانين فلسطينيين وهما الفنان "سانت ليفانت" والفنان محمد عساف الذي يعود إلى ركح قرطاج بعد أن اعتلى ركح هذا المسرح الروماني في الدورة الواحدة والخمسين (دورة 2015).
ويُقام مهرجان قرطاج في موقع أثري مسجل ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ سنة 1979، ويمثّل المهرجان منذ تأسيسه سنة 1964 أحد أبرز المنصات الثقافية والفنية في المنطقة العربية، جامعًا بين أصوات كبار الفنانين وأسماء فنية جديدة من مختلف أنحاء العالم، مما يجعل الاقبال على سهراته الصيفية كبيرا حيث يحضره جمهور لا فقط من العاصمة بل من عديد المدن داخل الجمهورية، فضلا عن ضيوف من عديد البلدان العربية والأجنبية، هذا الإقبال الكبير قابله نفاد سريع للتذاكر وانتعاش للسوق السوداء التي تباع فيها التذاكر بأسعار مضاعفة مما أثار استياء الجمهور الواسع وعلت أصوات كثيرة، وصلت إلى قبة البرلمان، إذ دعت نائبة إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الممارسات والتصدي لظاهرة احتكار التذاكر وبيعها في سوق سوداء وهي ظاهرة طالت عدة مهرجانات.
ويتضمن برنامج هذه الدورة عشرين عرضا لفنانين وفرق موسيقية من تونس وبلدان عربية وأجنبية. وقد غابت القارة الإفريقية تقريبا عن برمجة هذه السنة، لأول مرة، رغم الدور التاريخي للمهرجان في مدّ جسور التعاون الثقافي والفني بين شمال القارة وعمقها الإفريقي، في حين تستأثر العروض العربية بنصيب الأسد ضمن البرمجة حيث تسجل الدورة حضورا لافتا لأصوات فنية من لبنان من أجيال مختلفة، من ذلك نجوى كرم ونانسي عجرم وناصيف زيتون وآدم والموسيقار إبراهيم معلوف، إلى جانب الفنانة المصرية مي فاروق والإماراتية أحلام التي ستختتم عروض الدورة.
ويحضر الفن التونسي في ثماني سهرات بإمضاء الموسيقار محمد القرفي ورياض الفهري ولطيفة العرفاوي وصوفية صادق وكريم الثليبي وعديد الفنانين الآخرين الذين يشاركون في سهرة "من قاع الخابية"، عرض الافتتاح، وسهرة "قائدي الاوركسترا" و "سهرة تونسية" بإمضاء المايسترو يوسف بالهاني،إلى جانب عرض مسرحي لعزيز الجبالي.
وبخصوص العروض الأجنبية يتابع جمهور هذه الدورة سهرة لفرق فلكلورية من أنحاء العالم وعرض للفنان كيماني مارلي (نجل الفنان العالمي بوب مارلي)، إلى جانب سهرة للأطفال بإمضاء الفنانة الفرنسية شونتال غويا.
ويبقى تطلع الجمهور وأهل الموسيقى والثقافة والفن عموما كبيرا، لمدى قدرة هذه الدورة على تدارك عثراتها التنظيمية واستعادة ثقة المتابعين لهذا المهرجان الدولي العريق، بما ينسجم مع السياسة الوطنية الرامية إلى جعل الثقافة والفنون في قلب مشروع وطني سيادي يؤكد مكانة تونس الثقافية إقليميا ودوليا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.