في حوار لإذاعة "IFM"، قدّم الدكتور أسامة بركات، الأستاذ في الجراحة العامة، شرحًا وافيًا حول موضوع "حجر المرارة"، موضحًا أسبابه، أعراضه، مضاعفاته، والعلاج المعتمد في تونس. يقول الدكتور بركات: "المرارة، أو كما تُعرف بالفرنسيةLa vésicule biliaire، هي عضو صغير موجود تحت الكبد، على شكل كيس صغير يتصل بالقناة الصفراوية الرئيسية. الكبد يفرز كل يوم كميات كبيرة من العصارة الصفراوية، ودور المرارة هو تخزين هذه العصارة وتركيزها عبر امتصاص الماء الزائد، حتى تفرزها لاحقًا بعد تناول وجبة، خاصة إذا كانت دسمة. العصارة الصفراوية مهمتها تفكيك الدهون لتسهيل هضمها وامتصاصها." حول تكوّن الحجارة، يضيف: "اللي لازم نعرفوه إنو فما نوعين من الحجارة في المرارة. النوع الأول والأكثر شيوعًا هو الحصى الكوليسترولي، يمثل 80% من الحالات، ويتكون من الكوليسترول الزائد الموجود في العصارة الصفراوية. في الحالات العادية، المرارة تذيب الكوليسترول، لكن بعض الناس قدرتها على التذويب تنقص لأسباب منها السمنة، السكري، ارتفاع شحوم الدم أو الحمل، وهذا يخلي الكوليسترول يتجمّع في شكل حصى صغيرة تكبر مع الوقت." "النوع الثاني هو الحصى الصبغي أو الغامق، ويظهر أقل بكثير، غالبًا عند الناس اللي عندهم التهابات مزمنة في الكبد أو أمراض دموية وراثية، وهو مرتبط بزيادة مادة البيليروبين في العصارة الصفراوية." أما عن الأعراض، فيقول: "الحجر في المرارة يعطي نوبة وجيعة قوية، تجي عادة بعد أكل وجبة دسمة، خاصة في الليل. الوجيعة تكون يا إما في فم المعدة أو في الجهة اليمنى تحت الضلوع، وتمشي للظهر أو الكتف. تبدا بشوية وتتقوى، وتنجم توصل ساعات، وترافقها رغبة في التقيؤ أو تقيؤ مرّ. فما ناس تمرّ عليهم الوجيعة مرة كل 6 شهور، وناس تجيهم كل أسبوع أو كل يوم، وهنا تولّي تؤثر على حياتهم اليومية." ويتابع موضحًا: "مش كل واحد عندو حجر في المرارة لازم يعمل عملية. إذا كانت الوجيعة نادرة وما فيهاش تعكر، نراقب فقط. أما إذا الحجر بدا يسبب نوبات متكررة أو مضاعفات، العملية تصبح ضرورية." "مهم نوضح إنو ما فماش حاجة اسمها 'تفتيت' الحجر في المرارة كيف ما نعملو في الكلى. ولا يمكن نحيي الحجر وحدو ونخلي المرارة. العلاج الوحيد هو استئصال كامل للمرارة، والحمد لله هي عضو غير فيتال، والبدن يقدر يتأقلم من غيرها." "اليوم، الجراحة تتم بالمنظار، ومريض ينجم يرجع لحياتو الطبيعية في ظرف أسبوع. بعض الحالات حتى ما تباتش، تخرج في نهارها. العملية سريعة وآمنة، المهم تكون في يد طبيب مختص ويتبع القواعد العلمية." وحول المضاعفات المحتملة، يقول الدكتور بركات: "أول تعكر هو التهاب المرارة وقت اللي الحجر يسكر عنق المرارة، يخليها تنتفخ وتولي ملتهبة، وهذا يتطلب تدخل عاجل. ثاني تعكر أخطر، وقت الحجرات الصغيرة تمشي للقناة الصفراوية الرئيسية وتسبب تعفن كبير في المرارة، يطلع للكبد وينجم يوصل حتى الدم. وقتها نلاحظ أعراض مثل السخانة العالية، اصفرار في العينين، لون البول يصبح غامق، وكل هذا يتطلب تدخل استعجالي." "المضاعفة الثالثة هي وقت الحجر الصغير يمشي للبنكرياس ويعمل التهاب حاد، وهذا زاده خطير. أما آخر حاجة نحكيو عليها بعد 15 أو 20 سنة، هي احتمال تحوّل مزمن في جدار المرارة يؤدي إلى سرطان، وهنا الخطورة في طول المدة وبقاء الحجر دون علاج." عن ما بعد الجراحة، يوضح: "بعد نحيي المرارة، المريض يلزمو يغيّر نظامو الغذائي خاصة في الفترة الأولى. يتجنب المقلي، الزيوت، والوجبات الثقيلة، خصوصًا في الليل. لازم الأكل يكون خفيف وسهل الهضم. ومع الوقت، الجسم يتأقلم، والمريض يعيش حياة عادية." وختم الدكتور أسامة بركات: "الوقاية تبدأ من النظام الغذائي ونمط الحياة. التحرك، الأكل الصحي، ومراقبة الوزن ينجموا يبعدونا على برشا مشاكل. والجراحة اليوم ما عادتش تخوف، بالعكس، المنظار سهّل كل شيء، والمريض يشفى بسرعة، ويرجع يخدم في ظرف أيام قليلة."