قال حسين دورماز، منسق الوفد التركي المشارك في "أسطول الصمود العالمي"، إن إسرائيل قدمت للمشاركين في الأسطول عروضا عبر بلدان أخرى، مقابل وقفهم الإبحار نحو قطاع غزة. وأضاف في حديث للأناضول، أنهم يشاركون في "أسطول الصمود العالمي" بهدف إيصال مساعدات إنسانية لقطاع غزة، وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ سنوات طويلة. وأوضح أنهم يخططون الوصول إلى قطاع غزة في غضون الأيام ال 5- 6 المقبلة، مبينا في الوقت نفسه أنهم يتوقعون هجوما إسرائيليا يطال سفن الأسطول. دورماز أفاد بأن المشاركين في "أسطول الصمود" لم يتفاجأوا بالاعتداءات التي طالتهم منذ بدء الإبحار، وأنهم كانوا يتوقعون حدوث ذلك. وأشار إلى تزايد أعمال التخريب والاعتداءات على الأسطول، منذ اليوم الأول لانطلاقه، لافتا إلى أن بعض سفنه لم تستطع الإبحار أصلا بسبب أعمال التخريب التي طالتها في الموانئ. وذكر دورماز أن إسرائيل تحاول "بشكل ممنهج وشبه يومي، تشويه سمعة الأسطول إعلاميا عبر تصويره وكأنه 'أسطول لحماس'، باستخدام اتهامات بالإرهاب". واعتبر أن المحاولات الإسرائيلية هذه تندرج في إطار "كسر الإرادة المشتركة للمشاركين في الأسطول وإعداد الأرضية للتدخل ضده". ومن بين المحاولات الإسرائيلية الأخرى لمنع وصول الأسطول لقطاع غزة، تقديم تل أبيب عروضا عبر دول أخرى، لثني النشطاء عن مواصلة الإبحار. وفي هذا الإطار، قال دورماز إن إسرائيل تقدمت بعرض للأسطول من خلال إيطاليا، بإيصال المساعدات التي تحملها السفن إلى غزة، عبر إدارة قبرص الرومية، وبضمانات من الأممالمتحدة أو دولة الفاتيكان. وأوضح أن إسرائيل أوصلت لهم رسالة مفادها "لقد حققتم هدفكم، تعالوا لننقل هذه المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر قبرص الرومية وتحت ضمان الفاتيكان أو الأممالمتحدة". وفال إن العروض الإسرائيلية وصلت لأسطول الصمود عبر رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس بلادها سيرغيو ماتاريلا. الناشط التركي شدد على أنهم وبصفتهم مشاركين في أسطول الصمود، رفضوا العروض الإسرائيلية هذه، معتبرا إياها "محاولات تهدف إلى عرقلة الأسطول وكسر تأثيره". ونهاية أغسطس/ آب الماضي، انطلقت من ميناء برشلونة الإسباني عشرات السفن ضمن الأسطول، محملة بمساعدات إنسانية لا سيما مستلزمات طبية، تبعتها قافلة أخرى فجر 1 سبتمبر/ أيلول الجاري من ميناء جنوى شمال غربي إيطاليا. ويواصل "أسطول الصمود" سيره في اتجاه غزة المحاصرة ويضم اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية، وعلى متنه أكثر من 500 ناشط من 40 دولة. ويضم "أسطول الصمود" نحو 50 سفينة، يشارك على متنها ناشطون من دول أوروبية وإفريقية وأمريكا اللاتينية وتركيا والولايات المتحدة وباكستان والهند وماليزيا. وتعد هذه أول مرة يبحر فيها هذا العدد من السفن مجتمعة نحو قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ 18 سنة. وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.