فرّقت قوات الأمن المغربية مساء الإثنين، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجاتٍ يقودها شبان في عدة مدن رافعين مطالب أبرزها تحسين نظامي الصحة العامة والتعليم. تقود هذه الحركة الاحتجاجية مجموعة تطلق على نفسها "Gen-Z-212" أو "جيل زد 212″، ودعت إلى التظاهر عبر منصات تواصل اجتماعي بينها تيك توك وإنستاغرام وكذا تطبيق الألعاب ديسكورد، وفقا لوكالة رويترز. وتعتبر هذه المجموعة أنها "فضاء للنقاش" حول "قضايا تهم كل المواطنين مثل الصحة، التعليم ومحاربة الفساد"، مؤكدة رفض "العنف" و"حب الوطن والملك". وفيما لم يصدر بيان حكومي أو عن السلطات القضائية بشأن الأحداث الأخيرة والاعتقالات المرتبطة بها، أوقفت السلطات الإثنين العشرات لفترات قصيرة عندما منعت المجموعة الشبابية من تنظيم احتجاجات في عدة مدن بينها الرباط، الدار البيضاء، أكادير، وجدة، وطنجة. وفي الرباط، رأى شاهد من رويترز عناصر شرطة بزي مدني يعتقلون متظاهرين شبانًا حاولوا ترديد شعارات أو التحدث إلى الصحافة. وصرح أحد المشاركين في وقفة الرباط لوكالة الأنباء الفرنسية مفضلا عدم ذكر اسمه: "جئت للمطالبة بإصلاح التعليم والصحة العمومية وفرص عمل للشباب، بعدما اطلعت على نداء +جيل زد 212+ على إنستاغرام"، مؤكدا أنه "لا ينتمي لأي حزب أو تيار سياسي". ودان مشارك آخر فضل أيضا عدم ذكر اسمه "توقيف شبان جاؤوا فقط للتعبير عن رأيهم"، مشددا على "سلمية المجموعة". واندلعت موجة الغضب الشبابية الأخيرة على ضوء احتجاجات شهدتها مدينة أكادير جراء سوء أوضاع المستشفيات، سرعان ما امتدت إلى مدن أخرى. وندد المتظاهرون بعدم كفاية الرعاية، ونقص عدد العاملين والموارد الطبية. وحول هذه الحركة، قال موقع medias24 المغربي، إن الاحتجاجات الأخيرة تقودها "مجموعات متفرقة من المتظاهرين الشباب، تتراوح أعداد كل واحدة منها بين 40 و50 شخصا". كما لاحظ موقع ميديا24 أن مجموعة "جيل زد 212" لا تزال مجهولة وتكتفي بالدعوات على المنصات الرقمية، هو بمثابة "سلاح ذو حدين"، مما في يجعلها في موقف صعب مع افتقارها لأي إطار قانوني واضح ومعلن، بالرغم من أنها تحمل مطالب مشروعة وتؤكد على أن تحركها سلمي، وفق نفس المصدر. كما لفت الموقع المغربي، بأن دعوات التظاهر يومي 27 و28 سبتمبر الجاري أطلقتها في البداية مجموعة تطلق علة نفسها مسمى "صوت الشباب المغربي"، قبل أن "تختفي حساباتها على المنصات في 22 سبتمبر"، ومن ثمة، أخذت مجموعة أخرى هي "جيل زاد 212″، التي أنشأت في نفس الشهر، زمام المبادرة. وتضم زهاء تسعين ألف متابع على منصة دسيكورد.