مع دخول فصل الشتاء، عاد الحديث عن أمراض الجهاز التنفسي إلى واجهة الاهتمام في تونس، خاصة مع ارتفاع الشكاوى من الإصابة بالإنفلونزا بين كبار السن والأطفال. وأكد الدكتور محجوب العوني، المختص في علم الفيروسات، خلال حديثه لإذاعة اكسبريس أف أم، أنّ الفيروس المعروف باسم "القريب"يتغير سنويًا، ويخضع لتحورات جينية تؤثر على سرعة انتشاره وقدرته على الإصابة، خصوصًا لدى الفئات ذات المناعة الضعيفة مثل كبار السن والحوامل. وأوضح العوني أنّ بعض السلالات الجديدة التي ظهرت مؤخرًا، بما فيها السلالة "K" التي انتشرت لأول مرة في أستراليا عام 2025، وصلت إلى أكثر من 30 دولة، بما فيها تونس، لكنّ خطورتها على الصحة العامة ما تزال محدودة. وأشار الدكتور محجوب العوني إلى أنّ السلالات الجديدة للفيروس سريعة الانتشار لكنها لا تزيد في شدة المرض عن المعتاد. وأضاف المختص أنّ الطفرات الجينية للفيروس تجعل منه أكثر قدرة على الانتشار بين الفئات التي لم تتلقّح أو ضعف مناعتهم، خصوصًا خلال تجمعات نهاية العام والأماكن المغلقة. وحذر العوني من اللجوء إلى المضادات الحيوية(Antibiotiques) لمعالجة الفيروسات، مؤكّدًا أنّها لا فاعلية لها ضد الإنفلونزا وقد تسبب مقاومة للبكتيريا. بدلاً من ذلك، شدّد على أهمية التلقيح السنوي ضد القريب واتباع وسائل الوقاية المعروفة.