قال سفير سويسرا بتونس بيار كمبارنو إن بلاده ستمنح تونس هبات بقيمة جملية قدرها 60 مليون دينار موزعة على خمس سنوات . وأضاف السفير خلال ندوة صحفية عقدها يوم الخميس بمقر السفارة السويسرية بتونس أن هذه الهبات التي تصل قيمتها 12 مليون دينار سنويا ستخصص بالأساس لفائدة جهات الوسط وبصفة أخص لمعتمديتي فرنانة وتالة . وستمكن هذه الاعتمادات من تمويل عدة مشاريع مرتبطة بالتصرف في المياه لاسيما من خلال تركيز محطات تطهير ورسكلة المياه المستعملة بولايتي القصرين وسليانة . وأوضح السفير السويسري أن المياه المعالجة سيتم استخدامها في ري مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية فضلا عن المساهمة في المحافظة على المائدة المائية المحلية . ولاحظ بيار كمبارنو أن هذا النوع من المشاريع سيعالج بشكل نهائي بعض المشاكل الصحية في المنطقة عبر القضاء على حالات الإصابة بمرض التهاب الكبد المسجلة بالجهة جراء تلوث المائدة المائية بالمياه غير المعالجة . وتطرق من جهة أخرى إلى مشاريع تنموية أخرى تدعمها منظمات سويسرية غير حكومة على غرار "مؤسسة هيروندال" (الخطاف) المختصة في مساعدة وسائل الإعلام والتي تقترح استثمار ما قدره 1 فاصل 5 مليون دولار بهدف دعم الإذاعات المحلية وبخاصة تلك الموجودة في الجهات الداخلية. وقال في هذا الصدد إن اتصالات أولية جرت خلال شهر مارس الماضي وإن مشروعا للتعاون مع إذاعة قفصة هو الآن بصدد الإعداد . وبين أن سويسرا تعتزم تعزيز حضورها في تونس بفتح قنصلية شرفية بجزيرة جربة وتعيين السيد رشيد عبد الكبير قنصلا شرفيا، ملاحظا أن هذا الإجراء سيمكن من دفع تدفق السياح السويسريين في اتجاه هذه الجزيرة بمعدل 60 ألف سائح سنويا من بين 120 ألفا يزورون تونس كل عام . وعلى الصعيد الإنساني ذكر السفير أن بلاده قدمت مساعدات لفائدة اللاجئين قيمتها 5 ملايين دينار، مشيرا إلى أن الحكومة السويسرية قدمت أيضا مساعدة تقنية ومالية لعديد المنظمات الإنسانية العاملة بالمناطق الحدودية أو مناطق العبور على غرار معتمدية بن قردان الواقعة على الحدود التونسية الليبية . وعلى المستوى الاقتصادي أوضح السيد كمبارنو أن الاستثمارات السويسرية في تونس تناهز 160 مليون دينار موزعة على عدة شركات سويسرية كبرى وشركات صغرى ومتوسطة تعمل في قطاعات مختلفة مثل الصناعات الالكترونية والميكانيكية وتساهم في خلق ما لا يقل عن 14 ألف موطن شغل مباشر . كما أوضح أن عديد الشركات السويسرية أعربت عن رغبتها في الاستثمار خلال المرحلة المقبلة وذلك بالخصوص في مجال الاستشارات والبحث في اختصاص الالكترونيك ولاسيما الطاقات المتجددة . وردا على سؤال حول الأرصدة المجمدة بسويسرا التابعة للرئيس المخلوع وزوجته، أفاد السفير أن مبلغ 60 مليون دينار المعلن عنه سابقا تم احتسابه على أساس الحسابات الجارية المفتوحة باسم بن علي وعائلته، موضحا أن هذا المبلغ قد يتم مراجعته في اتجاه الترفيع في حالة إعلان السلط التونسية عن حسابات أخرى . وأشاد السفير بالتعاون القائم في هذا الصدد بين البنك المركزي التونسي ونظيره السويسري مذكرا بأنه توجد أرصدة تونسية قيمتها 600 مليون فرنك سويسري موجودة في البنوك السويسرية ينتمي معظمها إلى شركات أو خواص لا علاقة لهم بالنظام السابق . وأكد السيد كمبارنو أن الأرصدة المجمدة ستتم إعادتها للشعب التونسي حتى وإن استغرقت الإجراءات سنوات، ملاحظا أن سويسرا تعد من بين البلدان القليلة في العالم التي صرحت بقيمة الأرصدة المجمدة للرئيس المخلوع ولأفراد أسرته .
