كشفت تقارير لوزارة التجهيز بخصوص تقييم نتائج الأمطار الاستثنائية التي شهدتها تونس خلال الأيام الثلاثة الماضية، أن الانقطاعات المسجلة في بعض الطرقات في عدد من الجهات "نتجت في جلها عن مشاكل حقيقية تتعلق باختلال وظيفي في تجهيزات تصريف مياه الأمطار ". وفسرت هذه التقارير تفاقم الوضع "بتراكم كميات هائلة من فواضل البناء في مجاري المياه وعلى جوانب الطرقات ". وقد شهدت مناطق الشمال أيام السبت والأحد والاثنين نزول كميات كبيرة من الأمطار تجاوزت المعدلات العادية لهذه الفترة مما أدى إلى انقطاع حركة المرور في ولايات زغوانوتونس ومنوبة وباجة وسليانة وسوسة ونابل والقيروان بالإضافة إلى الطريق الوطنية رقم1 والطريق السيارة تونسمساكن ". ونبه رضا فارس وزير التجهيز خلال جلسة عمل انعقدت اليوم الاثنين لمتابعة الوضع إلى ان "نقاط جديدة بشبكة الطرقات، لم تكن معروفة في السابق، غمرتها المياه المتدفقة من الأودية مما انجر عنه انقطاع في حركة المرور ." ودعا الوزير الهياكل المعنية إلى التحري مليا في النقاط الزرقاء التي عادة ما تتراكم بها المياه وتكون سببا في انقطاع حركة المرور، مشددا على أن حماية الطريق السيارة من تدفق مياه الأمطار يكتسي حاليا صبغة أكثر استعجالية . وأبرز أن المقاولات التي تتولى إنجاز عدد من المشاريع مطالبة بحماية حضائر الأشغال حتى لا تتسبب في حدوث مشاكل على غرار ما تم تسجيله بحي الفراشيش بسيدي حسين السيجومي الذي غمرته المياه . وتولى الديوان الوطني للتطهير تركيز مضخة كبرى لشفط المياه وتفادى تسرب المياه في هذا الحي. كما سخر الديوان الآليات الضرورية من معدات شفط وآلات ضخ وشاحنات وفرق فنية لحماية المتساكنين والممتلكات من جراء ما تجمع من كميات هامة من المياه في بعض الأحياء في تونس الكبرى وسليمان والنفيضة وحى الزهور والحمامات . وقام السيد سالم حامدي كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والبيئة المكلف بالبيئة بمتابعة نشاط وحدات الديوان الوطني للتطهير في مجابهة هذا الوضع مطلعا على وضعية البحيرات التلية وادي القرب ووادي روريش المركزة لحماية أحياء المنازه والنصر وأريانة من الفيضانات . كما أدى زيارة تفقد لمصب جبل شاكير ومحطة التطهير العطار بسيدي حسين السيجومي .
