قال سمير بن عمر النائب في المجلس الوطني التأسيسي والعضو في المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية إن الحزب بصدد تجديد هياكله وفروعه استعدادا للمؤتمر العام في شهر جوان القادم. ونفى بن عمر في حديثه مع المصدر أي نوايا للحزب لمراجعة خطه السياسي، مؤكدا أنه ليس هناك أي حاجة لتغيير مسار الحزب والثوابت التي يقوم عليها مثلما ينادي البعض. يذكر انه ظهرت نقاشات حادة داخل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بسبب ما يراه البعض من انحراف الحزب عن قيمه ومبادئه وتقديمه لتنازلات كبيرة لحركة النهضة الحليف القوي في "الترويكا". وطفت الخلافات على السطح عند اختيار الأمين العام الجديد اثر تنصيب المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية واستقالته من منصب الأمانة العامة. وظهر صراع بين جناحان بقيادة كل من الطاهر هميلة وعبد الرؤوف العيادي. وسبق أن صرح فتحي الجربي عضو المكتب السياسي للحزب المؤتمر لجريدة الصباح آنذاك أن "أصل الخلاف بدأ منذ مرحلة تكوين لجان المفاوضات الخاصة ب"الترويكا" التي عيّن فيها أساسا من كانت لهم ميولات نهضوية مع تعمد استبعاد عبد الرؤوف العيادي."
وأضاف "هذا التوجه كان بمعية مجموعة انتهازية داخل الحزب تهدف إلى استكمال سيناريو جعل حزب المؤتمر من أجل الجمهورية نسخة وجناحا لحركة النهضة يتبنى مشاريعها ومواقفها...".
ويلقي الائتلاف الحالي بظلاله على الاستحقاقات الانتخابية القادمة. وقال سمير بن عمر ردا على سؤال المصدر حول إمكانية استمرار تجربة الائتلاف في الانتخابات التشريعية القادمة انه "إلى حين ذلك الموعد سيكون لكل حادث حديث".
وأضاف بن عمر "أن الحديث عن تجديد الائتلاف سابق لأوانه لأن هذه المسألة تخضع للتوازنات السياسية وحجم التأييد الذي سيحصل عليه الحزب وحجم باقي الأطراف السياسية". ويقول محللون إن هناك مؤشرات تطرح شكوكا بشأن استمرار زواج المصلحة بين الحزبين في الانتخابات القادمة. وتستند هذه الشكوك إلى أزمة محمد عبو عن حزب المؤتمر في منصبه الجديد بالوزارة الأولى كوزيرا مكلفا بالإصلاح الإداري والوظيفة العمومية. وبرز خلاف بين عبو ورئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي حول تحديد الصلاحيات. وقد هدد عبو الذي علق مهامه بالوزراة الأولى منذ الخميس الماضي بالاستقالة ما لم يستجب الجبالي بمنحه الصلاحيات التي تم تحديدها في وقت سابق. وقال سمير بن عمر الأربعاء للمصدر إن المفاوضات بين حزب المؤتمر وحركة النهضة مستمرة لإيجاد مخرج لهذا المأزق بشكل توافقي على غرار باقي الإشكالات التي تم التوصل إلى حلها.
