المراسل-الهادي زريك- تمسح ولاية توزر حوالي 5.592 كلم2 وتعد أكثر من 103500 نسمة حسب إحصائيات 2010 وتبلغ نسبة السكان بالحضر 70.4 % وتضم 5 معتمديات وهي توزر ونفطة وحزوة ودقاش وتمغزة ويعاني متساكنوا المناطق الحدودية والريفية من أوضاع معيشية مزرية نتيجة تفاقم آفة البطالة وانعدام أبسط المرافق الحياتية فالحياة بجل هذه المناطق بلا لون حسب تأكيدات العديد ممن رابطوا ويرابطون في حزوة وحامة الجريد ودغومس وسدادة والشبيكة وشاكمو والظافرية وعين الكرمة وميداس وسندس. لذا قمنا بجولة في هذه المناطق للإطلاع على ما يواجه هؤلاء "المناضلين" من تهميش صارخ وحرمان ونسيان رغم الطابع الفلاحي لهذه المناطق التي يضم البعض منها واحات خضراء تتحدى قساوة المناخ وزحف الرمال لتنتج نخيلا وارفا له منتوجا متميزا اقتحم الأسواق الخارجية. وأصبح علامة متميزة لمنتوج الواحات التونسية المعروفة بدقلة نور ولكن هذه المناطق بحامة الجريد وتمغزة وميداس وحزوة تعاني من عديد الصعوبات التي جعلت أهاليها يطلقون نداءات لإيجاد حل سريع لمعاناتهم المرتبطة خاصة بنقص الموارد المائية بالواحات وعدم توفر المرافق الضرورية من طرقات وصحة وماء صالح للشراب وتنوير عمومي ومسكن لائق فمنطقة حزوة الحدودية التي تشتهر بالتمور البيوديناميكية يعاني شبابها من البطالة وانعدام مرافق الترفيه كما أن بعض التجمعات السكنية تفتقر إلى أبسط المرافق كالتطهير والتنوير فالحياة رتيبة إلى حد لا يطاق وواحاتها تعاني من قلة مياه الري وقد كان في الحسبان أن تحظى بمشروع الاقتصاد في مياه الري بكلفة ملوني دينار لكن ذلك لم يتحقق وليس هذا فقط فقد تطرق العديد من مربي الإبل إلى المحمية التي تقرر بعثها بالمنطقة في العهد السابق وهو مشروع يهدف إلى تنمية قطيع الإبل المنتجة للألبان غير أنه قبر كغيره من المشاريع الأخرى أما حامة الجريد فإنها تعيش نفس الإشكاليات فرغم المجهودات المبذولة في مجال تدعيم البنية الأساسية فهي لم تر بصيصا من الأمل نحو الأفضل كإحداث معتمدية بها أو تركيز محطات استئفائية نظرا لمياهها المعدنية الساخنة والمكبرتة كما أن مشاكل التلوث الناجمة عن أخطاء في تركيز قنوات الصرف الصحي وهو وضع يؤرق مضاجع المتساكنين. حقوق النساء الريفيات وفي شاكمو كما في الشبيكة وميداس وسندس التقينا بمجموعات من النساء الريفيات اللاتي يطالبن بحقوقهن لاسيما في مجال التوعية التثقيفية في ميادين مختلفة الصحية منها والاجتماعية حيث عبرت الفتاة فاتن بنبلقاسم وهي متحصلة على شهادة تقني سامي في التجارة عن انشغالها لأوضاع الفتاة الريفية التي تعاني الإقصاء والتهميش والنسيان إذ أنها قابعة في هذه المناطق بلا أمل في غياب مواطن الشغل هذا إلى جانب عديد النقائص الأخرى التي تعاني منها أرياف معتمدية تمغزة من ذلك الماء الصالح للشراب والكهرباء وبعض هذه المناطق معزولة تماما عن مركز المعتمدية وهي على مرمى حجر من الحدود التونسية الجزائرية. بين الفلاحة ورعي الأغنام ومنطقة دغومس التابعة لمعتمدية دقاش ليست أحسن حال من المناطق الريفية الأخرى رغم طابعها الفلاحي المتنوع وتعد دغومس حوالي 3500 نسمة إلا أن تجمعاتها السكنية تفتقر إلى الماء الصالح للشراب والإنارة أما السكن فهو جماعي وحجم معاناة المتساكنين لا توصف إذ تؤكد نساء هذه المنطفة على تردي الحالات الاجتماعية بجل العائلات فضلا عن تغلغل آفة الأمية في صفوفهن وهن ينتظرن أن تتحسن الأوضاع المعيشية ويصبح للمرأة دور فاعل وإيجابي لتساهم من موقعها في تنشيط الحرية الاقتصادية وبعث موارد رزق لو يتم تشجيعها في المجالات الفلاحية ولاسيما الصناعات التقليدية وحتى يتحقق ذلك تعيش المناطق الحدودية والريفية بولاية توزر أوضاعا مأساوية لا يمكن وصف البعض منها !