تمثل «الظافرية» إحدى المناطق البارزة التي لم تنل حظّها خلال النظام البائد وتفتقر إلى الآن إلى أبسط المرافق الحياتية ما جعل المرابطين فيها يعيشون أوضاعا مزرية جراء الفقر والخصاصة والبطالة بالرغم من ثرواتها الباطنية وخصوصياتها الفلاحية. وأدنى ما يطمح إليه المتساكنون أن تبادر مصالح الاتصالات بتقوية شبكة الهاتف الجوال حتى يتواجد «الريزو» بلا انقطاع أما عن الماء الصالح للشراب فيتم جلبة في صهاريج من مناطق مجاورة لاسيما من عين الكرمة أو على ظهور الدواب وفي 2012 مازالت منطقة الظافرية بلا خدمات صحية تذكر ولا نقل مدرسي يومي يؤمن ذهاب وإياب التلاميذ إلى تمغزة لمواصلة تعليمهم وهم مضطرون للإقامة في مبيتات المؤسسة التربوية طيلة الأسبوع ليعودوا إلى مسقط الرأس يوم السبت بعد الانتهاء من الدروس وأولياء التلاميذ يطالبون بإحداث خط بين الظافرية وتمغزة مثلما هو الحال بعين الكرمة وميداس. إنتاج التمور وتربية الماشية ويعيش شباب الظافرية أوضاعا مأساوية جراء استفحال البطالة. فمعظم شباب هذه المنطقة عاطل عن العمل مما ولد حالات من اليأس والقنوط في صفوف هؤلاء الشباب في غياب المبادرات من قبل الدولة ويمكن القضاء على نسبة كبيرة من البطالة لو بادرت الدولة بإحداث آبار للتشجيع على تعاطي الفلاحة وتطوير هذا القطاع إضافة إلى بعث محميات للإبل والأغنام لحماية الثروة الحيوانية بهذه المنطقة. فالمائدة المائية غنية والتربة قابلة للاستغلال أما الخدمات الصحية فهي شبه غائبة حتى أن المتساكنين يضطرون للتداوي بالأعشاب أو بالطرق التقليدية وخصوصا عند الاصابة بلسعات العقارب أو الأفاعي. أمّا النساء الحوامل فغالبا ما يلدن بالطرق التقليدية لانعدام القابلة والمحظوظة هي التي يتم نقلها إلى المستشفى المحلي بتمغزة. وتفتقر الظافرية إلى بنية تحتية قادرة على تطوير نمط الحياة فبعض العائلات مازالت تفتقر إلى التيار الكهربائي وعديد المرافق الأخرى وقلة ذات اليد وانعدام مواطن الشغل أجبرت العشرات على النزوح وحالات الفقر والخصاصة تخيم على جل المتساكنين فهل من لفتة ومبادرة لتتخلص منطقة الظافرية من العرج التنموي كغيرها من المناطق الأخرى كفم الخنقة وسندس وميداس وعين الكرمة؟ وهل فكّرت الأحزاب ضمن الحملة الانتخابية لزيارة هذه المنطقة والإطلاع على مشاغل وشواغل المتساكنين والبحث معهم عن حلول عاجلة لأوضاعهم؟