-بيروت -وكالات- اكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الخميس ان سوريا "مهددة بالتقسيم اكثر من أي وقت مضى". ودعا نصرالله في مراسم احياء ذكرى اربعين الحسين التي اقيمت في بعلبك (شرق) ونقلها تلفزيون "المنار" التابع لحزبه مباشرة على الهواء، الى تسوية سياسية ومشددا على عقم الحل العسكري. واعتبر نصرالله ان "يتحمل مسؤولية نزف الدم هو الذي يعيق ويمنع السوريين من الذهاب الى حوار سياسي او تسوية سياسية سواء كان داخل سوريا او على مستوى اقليمي او على مستوى المجتمع الدولي". وتابع "اذا استمر الحل العسكري، ستكون الحرب طويلة". ولا يعتبر موقف الزعيم الشيعي اللبناني محايدا في الملف السوري. فقد أعلن منذ بداية النزاع دعمه لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، حليفه وشريكه في التحالف مع ايران. ويقول محللون إن سقوط النظام السوري سيضع الحزب في ورطة وفي حالة حصار حقيقي بين مكونات شعبية تناصبه العداء في الداخل اللبناني وفي المنطقة العربية عموما، بسبب ارتباطاته الطائفية بإيران وتأثير ذلك على علاقاته في سوريا والعراق وفي كل بؤر التوتر التي يثيرها الشيعة في اكثر من دولة عربية منسعودية واليمن إلى البحرين. ويقول نصرالله إن المعركة في سوريا ستكون طويلة، والسبب أن المعارضة المسلحة ومن يقف خلفها من دول إقليمية ودولية ترفض أي حوار مع النظام". وكان نصر الله أقر مؤخرا بأن مقاتلين من حزب الله يقطنون مناطق حدودية سورية يقاتلون ضد "المجموعات المسلحة" دفاعا عن أنفسهم، ردا على اتهامات له من المعارضة بالقتال إلى جانب النظام. ويقول مراقبون إن نصرالله يسعى إلى إثارة المخاوف من تقسيم سوريا في محاولة أخيرة لإيجاد فرصة لإنقاذ نظام الاسد، غير ان هذا التخويف لا يبدو انه سيكون له صدى يذكر بعد ان تطورت الاحداث في هذا البلد بشكل غير قابل للتراجع الى الخلف. وقال نصرالله في اربعينية الحسين إن "اخطر ما تواجهه منطقتنا وامتنا في هذه المرحلة وخصوصا في السنوات الاخيرة هو مشروع اعادة تقسيم المنطقة الى دويلات صغيرة على اساس طائفي او مذهبي او عرقي او جهوي". واضاف "موقفنا المبدئي والعقائدي هو رفض اي شكل من اشكال التقسيم او دعوات الانفصال او التجزئة في اي دولة عربية او اسلامية، وندعو الى الحفاظ على وحدة كل بلد مهما غلت التضحيات مهما كانت الصعوبات والمظالم ومهما كانت المطالب محقة". وتابع نصرالله "هذا الامر يهدد اليوم العديد من البلدان العربية: من اليمن الى العراق الى سوريا المهددة اكثر من اي وقت مضى الى مصر الى ليبيا حتى الى السعودية، هناك مشاريع تقسيم ومخططات انقسام. يجب ان تواجه هذه المخططات". ويؤكد مراقبون لشؤون المنطقة العربية ان موقف الزعيم الشيعي يأتي متأخرا جدا عن توقيته الحقيقي، لأن المنطقة العربية اصبحت عرضة للتقسيم وبشكل واضح منذ نجاح المشروع الأميركي في تدمير العراق وتقسيمه، بدعم جدي ورئيسي من حليفته ايران وحلفائه الشيعة الذين يحكمون بلاد الرافدين كنتيجة مباشرة لهذا المشروع. وبارك نصرالله ما حصل في العراق قبل عشر سنوات بصمت وصفه محللون بالمريب، ولم يتجرأ على إدانة الحملة الممنهجة على وحدة العراق دولة ومجتمعا، كما لا يعتبر الزعيم الشيعي اللبناني ما يحصل في اليمن والسعودية والبحرين من اضطرابات تثيرها القوى الشيعية هناك خطرا على الوحدة الترابية لهذه الدول. ويضيف هؤلاء إن تأخر نصرالله كل هذا الوقت لإعلان تحذيره من تقسيم الدول العربية يقلل من صدقية خوفه، وهو الذي يرفض اصلا تحصين لبنان من هكذا تقسيم يتهدده لأنه وحزب الله الذي يتزعمه يرفضان التخلي عن السلاح لفائدة الدولة دون غيرها من المليشيات. وفي الشان اللبناني، شدد نصرالله في خطابه على وجوب "التأكيد اليوم اكثر من اي زمن مضى على تمسكنا بوحدته ارضا وشعبا ودولة ومؤسسات. واذا اطلت من هنا وهناك مشاريع دويلات او امارات، يجب ان يرفضها اللبنانيون جميعا. لبنان اصغر من ان يقسم او يجزأ". واشار الى ان لبنان هو "اكثر بلد يتاثر بما يجري حوله وخصوصا في سوريا بسبب تركيبة لبنان الداخلية والتنوع الطائفي والمذهبي والسياسي...". وتوقف عند نزوح "حوالى مئتي الف" من السوريين او الفلسطينيين او اللبنانيين المقيمين في سوريا الى لبنان منذ بدء النزاع قبل 21 شهرا. وقال نصرالله "الحل الحقيقي لملف النازحين هو معالجة السبب اي العمل من اجل ان يكون هناك تسوية سياسية في سوريا توقف نزف الدماء والقتال والحرب الدائرة حتى يعود الاهل الى بيوتهم وديارهم وارضهم". وتتهم دمشق وحلفاؤها دولا غربية وإقليمية أبرزها الولاياتالمتحدة وتركيا والسعودية وقطر بدعم المقاتلين ومدهم بالمال والسلاح. وترفض المعارضة أي حوار قبل تنحي الرئيس بشار الأسد.