تونس وكالات : وقعت تونس وتركيا امس الخميس أكثر من 20 اتفاقية تعاون بمناسبة زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التي بدأها للعاصمة التونسية الاربعاء على رأس وفد يضم عددا من الوزراء وأكثر من 200 رجل أعمال، كما التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بنظيره التونسي علي العريض خلال جولة قام بها الى منطقة شمال افريقيا كانت تونس محطتها الاخيرة، بينما تجتاح احتجاجات ضده مدنا تركية. واتهم اردوغان من تونس‘متورطين في الارهاب' بالمشاركة في اعمال العنف في تركيا واستبعد العدول عن تنفيذ مشروع كان وراء موجة الاحتجاجات ضد حكومته. وقدمت تركيا قرضا لتونس بقيمة اربعمائة مليون دولار بالاضافة لمنحة بقيمة مئة مليون دولار بينما تظاهرعشرات التونسيين امام المجلس التأسيسي احتجاجا على الزيارة. وتعد هذه الزيارة الثانية لأردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الاسلامي الى تونس بعد ثورة 14 كانون الثاني/ينايرعام 2011 لكنها الأولى في ظل الحكومة الاسلامية التي تقودها حركة النهضة. وتولى اردوغان صباح امس رئاسة الدورة الأولى للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين بضاحية قمرت السياحية بالعاصمة تونس. ووقع الجانبان امس21 اتفاقية تعاون وخطط عمل وبروتوكولات تشمل بالخصوص قطاعات الصناعة والفلاحة والسياحة والطاقة والثقافة والشؤون الاجتماعية والتعليم والادارة المحلية. وتم التوقيع على اتفاقيات توأمة بين 27 بلدية من تونس وتركيا. والتقى امس اكثر من 215 رجل اعمال تركيا مع عدد من رجال الأعمال التونسيين ضمن ‘منظمة الاعراف' بهدف ايجاد شراكات ممكنة في القطاع الخاص. ويبلغ عدد الشركات التركية الناشطة في تونس 50 شركة بحجم استثمارات يبلغ مليار دولار بينما يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو مليار دولار أيضا. وقال رجب طيب اردوغان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التونسي علي العريض ‘نطمح للرفع من حجم التبادل التجاري بين بلدينا الى ثلاثة اضعاف ليبلغ 3 مليارات دولار'. وقال اردوغان ‘خلال زيارتي لاحظت أن الشعب التونسي يمضي قدما في الديمقراطية وهذا امر يسعدنا ، تركيا ابدت دعمها بقوة لتونس اثناء الثورة وبعدها'. وأضاف ‘يجب ان يعلم جميع التونسيين ان تركيا بشعبها ومؤسساتها تقف الى جانب تونس.. لتحقيق التنمية والانتقال الديمقراطي'. من جانبه، قال علي العريض للصحافيين ان ‘اشغال الدورة الأولى للمجلس الاستراتيجي كانت ناجحة جدا ‘. وأضاف العريض ‘علاقاتنا بتركيا تطورت منذ الثورة. تركيا وقفت الى جانبنا اقتصاديا وسياسيا ودعمتنا في كافة المجالات'. وتابع ‘هناك رغبة صادقة من مسؤولي البلدين إلى مزيد من الارتقاء بالعلاقات في كافة المجالات'. وترتبط تونس بعلاقات تاريخية مع تركيا حيث كانت جزءا من الامبراطورية العثمانية منذ احتلالها على ايدي الجنود الأتراك في عام 1574 حتى سقوط الخلافة في بداية القرن العشرين. وكشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في ختام زيارته لتونس أن من بين المتورطين في الاحتجاجات وأعمال العنف في بلاده اجانب وعناصر ضالعة في أعمال إرهابية ومن بينها الاعتداء على السفارة الأمريكية. وقال رجب طيب اردوغان ، خلال مؤتمر صحفي خلال زيارته إلى تونس الخميس إن هناك متطرفين وجهات متشددة تورطوا في الإرهاب ومن بينها الاعتداء على السفارة الأمريكية. وأضاف اردوغان ‘الأمر معلوم لدينا عبر الاستعلامات وأجهزة الاستخبارات'. من جانب آخر نفى اردوغان في رده على الصحافيين ما تردد من أنباء حول وجود أجانب يحملون جوازات سفر دبلوماسية من بين المحتجين لكنه اكد توقيف ستة عناصر أجنبية يجري التحقيق معهم. وقال أردوغان ‘احترم من يملكون حساسية تجاه البيئة... لكن من يحرقون ويخربون لا يمكن أن يكونوا من بين هؤلاء'. واكد رئيس الوزراء التركي الاستمرار في مشاريع التطوير قائلا ‘لن نكون من الخاضعين ولا المخضوعين في سياستنا'.كما اسبعد العدول عن تنفيذ مشروع بناء في اسطنبول كان وراء موجة الاحتجاجات ضد حكومته. وقال اردوغان بحسب الترجمة العربية لتصريحاته ان ‘المشروع يحترم التاريخ والثقافة والبيئة.ان ما نقوم به هو حماية حقوق الغالبية والمحافظة على جمال اسطنبول'. وعلى صعيد آخر قال وزير المالية التونسي الياس فخفخ امس الخميس إن تركيا ستقدم قروضا بقيمة إجمالية 400 مليون دولار لتونس بالإضافة إلى منحة بقيمة 100 مليون دولار. وقال الوزير لرويترز على هامش زيارة يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لتونس ‘ستحصل تونس على قرضين من تركيا... إجماليهما 400 مليون دولار. وستكون هناك ايضا منحة بقيمة 100 مليون دولار.' ولم يورد الوزير مزيدا من التفاصيل. وتواجه تونس ارتفاعا في التضخم وعجزا خارجيا كبيرا وآفاقا سياسية غائمة منذ الثورة التي أطاحت بحكم النظام السابق قبل عامين. هذا وتظاهر عشرات التونسيين، الخميس، استنكاراً ورفضاً لزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لتونس. وتجمع المتظاهرون في وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي بضاحية باردو غرب تونس العاصمة، رافعين الآعلام السورية، ورايات تنظيم حزب الله اللبناني، وشعارات مناهضة لتركيا ودورها ‘المشبوه في سورية'. واستنكر المتظاهرون، المواقف التركية إزاء سوريا التي عبّر عنها أردوغان خلال جولته في المنطقة المغاربية، بالإضافة إلى التنديد ب'الممارسات القمعية الوحشية' التي إرتكبتها الشرطة التركية لتفريق المحتجين في ميدان ‘تقسيم' بإسطنبول. وشارك بالمظاهرة أنصار بعض الأحزاب السياسية والمنظمات الأهلية منها حزب حركة النضال الوطني، والتنسيقية الشعبية لنصرة سوريا، والرابطة التونسية للتسامح. يُشار إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنهى امس زيارة رسمية لتونس استغرقت يومين، وذلك في إطار جولة في المنطقة المغاربية زار خلاهاالمغرب والجزائر.
