: أعربت دوائر سياسية فى ألمانيا عن قلقها من الحالة الدينية فى البلاد بعد تنامى نشاط اليمين المتشدد المعادى للأجانب والإسلام وفى نفس الوقت انتشار الجماعات السلفية واستعداد الجماعتين لاستخدام العنف لنشر أفكارهم. فقد أشارت تقرير جهاز الأمن الداخلي الألماني لهذا العام، إلى زيادة إقبال أعضاء الجماعات اليمينية المتطرفة على العنف، واستعدادها لممارسته سيما إزاء الأجانب والسلفيين، الذي يلجأون بدورهم للرد بنفس الأسلوب العنيف. وأشار التقرير الى أنه توجد فى ألمانيا 91 منظمة للنازيين الجدد ويعتمد هؤلاء على الأعمال التجارية مثل صالونات اكتساب السمرة وصالونات عمل الوشم والاتجار فى المشروبات للحصول على التمويل. وذكر التقرير أن النازيين الجدد فى ألمانيا يدشنون مجتمعًا موازيًا وقال: "يجب عدم الاستهزاء بآثار ذلك أو التقليل منها". ومن ناحية أخرى أعرب جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية في تقرير نشر مؤخرا عن قلقه من تنامي الحركة السلفية في البلاد، وقال رئيس الجهاز هانسءيورغ ماسن في مؤتمر صحافي في برلين: إن "السلفية تشكل مجموعة ذات نمو سريع جدا في أوساط التيار الإسلامي المتشدد وهي تثير القلق الشديد". وأعربت اجهزة الاستخبارات الداخلية الألمانية عن القلق حيال تنامي الحركة السلفية في البلاد، وذلك في تقرير سنوي نشر الثلاثاء. وصرح رئيس الجهاز هانسء يورغ ماسن خلال تقديم التقرير في مؤتمر صحافي في برلين أن "السلفية تشكل مجموعة ذات نمو سريع جدا في أوساط التيار الإسلامي المتشدد وهي تثير القلق الشديد". وأشارت أجهزة المراقبة إلى أن التيار الإسلامي المتشدد في ألمانيا ضم 42550 شخصا في 2012 وارتفع عدد السلفيين فيه من 3800 الى 4500 في عام. وصرح ماسن "ليس جميع السلفيين جهاديين لكن تجدر الملاحظة إلى أن الأفراد الذين غادروا من ألمانيا إلى سوريا أو مصر للجهاد لديهم جميعا علاقات بالسلفيين. يمكن القول أن السلفية هي عبور إلزامي إلى الجهاد أو لأشخاص مستعدين لشن هجمات ارهابية". وتابع رئيس الاستخبارات الداخلية أن رقم 42500 إسلامي متشدد "لا يعني أنه لدينا 42500 إرهابي محتمل في ألمانيا". وأوضح أن "شريحة منهم فقط يشتبه في استعدادها لشن هجمات إرهابية في ألمانيا" مشيرا إلى اعتبار حوالى ألف شخص خطرين فيما يشكل 130 شخصا تهديدا كبيرا. ويخضع هؤلاء في أغلب الأحوال للمراقبة على مدار الساعة. كما يثبت تقرير الجهاز أن مصر حلت محل وزيرستان في باكستان كمركز رئيسي لتدريب الجهاديين. وأكد أنها باتت منصة رئيسية للمقاتلين قبل مغادرتهم الى مالي أو الصومال أو أي منطقة أخرى بحسب الاستخبارات الألمانية. كما تشكل سوريا وجهة مهمة. وتابع ماسن "أحصينا مغادرة اكثر من 60 شخصا من ألمانيا للقتال في سوريا". وفيما يعد مؤشرا على أن ألمانيا تربة خصبة لإنتاج الجهاديين السلفيين منذ فترة، يقول جيرهارد شيندلر مسئول الاستخبارات الخارجية الألمانية أن سوريا أصبحت أكثر إغراء بالنسبة للجهاديين الألمان نظرا للصعاب التى يواجهونها إذا ما أرادوا الذهاب إلى أفغانستان للحاق بطالبان أو الجماعات المتشددة التى تسير على خطى القاعدة فى باكستان، ففى الطريق إلى أى منهما قد توقفهم السلطات الإيرانية وتقوم بالتحقيق معهم، أما سوريا، فقد أصبحت فى ظل الأزمة الأخيرة معسكرا لتدريب الجهاديين على تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف "كافرة". ليس هذا فحسب، بل استطاع هؤلاء الجهاديون القادمون من ألمانيا الوصول إلى قلب العالم العربى بعد نجاحهم فى تشكيل خلية داخل مرسى مطروح فى مصر كانوا يقومون خلالها بتدريب الجهاديين على العمليات العسكرية. حتى أصبحت هذه الخلية مركزا ينطلق منه الجهاديون إلى رفاقهم فى مالى وليبيا والسودان والصومال.