المراسل-أعادت جملة من الأحداث التي عرفتها بلادنا مؤخرا سياستنا الخارجية إلى الواجهة، فقد تأثرت صورة تونس بالخارج وعلاقتها، وجاءت زيارة وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام إلى واشنطن من أجل توضيح الموقف الرسمي التونسي من أحداث الهجوم على السفارة الأمريكية في تونس. وقد حاولنا أن نلقي الضوء على أداء ساستنا الخارجية بعد أكثر من تسعة أشهر على تولي حكومة الترويكا مهامها، من أجل أن يقدم المسؤولون توضيحاتهم حول الانتقادات التي توجه إليهم إلا أننا لم نتحصل على رد.» وقد حاولنا أن نرصد أهم النقاط التي خرج بها لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون بوزير الخارجية رفيق عبد السلام في واشنطن، كما تحدثت «الصباح الأسبوعي» إلى الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي وأستاذ القانون الدولي عبد المجيد العبدلي الذين قدما لنا قراءة في ما يخص سياستنا الخارجية اليوم.. من أجل توضيح الموقف الرسمي التونسي توجه وزير الشؤون الخارجية إلى واشنطن والتقى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون. اعتمدت كلنتون لهجة صارمة إلى حد ما في تصريحها داعية إلى «ضرورة اتخاذ إجراءات تمكن من دعم الأمن وحماية الشعب التونسي واقتصاد البلاد ضد التطرف.. والتهديدات الإرهابية بما في ذلك تلك التي يمثلها تنظيم القاعدة والجماعات القريبة منه»، ما يعني أن الخارجية الأمريكية باتت متخوفة من الأوضاع الأمنية في تونس. وقد استهلت كلنتون حديثها بالإشارة إلى أنّ أمورا كثيرة من الواجب مناقشتها، مؤكدة أن حكومتها تعمل عن قرب مع الحكومة التونسية، « فقد ساعدتنا في دعم أمن مرافقنا في تونس» ، مضيفة «لقد تناقشنا مع الحكومة التونسية حول الضرورة العاجلة لتتبع المسؤولين عن هذه الأحداث عدليا.» كما أشارت إلى أنّ الولاياتالمتحدة ستبحث عن سبل لدعم الحكومة الجديدة في تونس حتى تعمل على فرض القانون في بلادها من أجل شعب تونس بالأساس.»
«شراكة جديدة»
وقد قالت كلنتون في لهجة حادة «من غير المقبول أن تهدر الإنجازات التونسية على ايدي المتطرفين الذين لا تحركهم إلا أجندتهم.» وأوضحت أن بلادها تراقب عن كثب ما يحدث في تونس وذكّرت بالمواثيق الدولية والاتفاقيات التي تفرض على الدول حماية البعثات الديبلوماسية. وقد دعت إلى ضرورة أن يسلم المسؤلون عن هذه الأحداث إلى العدالة. «الشراكة الجديدة» هي العبارة التي وصفت من خلالها كلنتون علاقات بلادها بتونس وقد يكون في ذلك إشارة إلى أن واشنطن عمدت إلى تعديل سياستها الخارجية تجاه تونس بعد الثورة كما قالت : «نسعى إلى استمرارية دعم شراكتنا الجديدة مع الحكومة التونسية والشعب التونسي.» وأضافت «إن علاقاتنا مبنية على مبادئ الديمقراطية المتبادلة والالتزام بنبذ العنف والتسامح وضمان علوية القانون.»
محاولة إنقاذ
أما وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام فقد حاول من خلال هذه الزيارة أن يطمئن الجانب الأمريكي بأن تونس ملتزمة بحماية أمن البعثة الأمريكية في بلادنا. وقد قدم -في كلمته التي دامت دقيقتين- تعازيه لمقتل السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة من البعثة اليدبلوماسية. وعبر عن «اسفه وإدانته الشديدة» للهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في تونس، مشيرا إلى أنّ هذا الحدث لا يعكس «الصورة الحقيقية لتونس.» كما وصف عبد السلام بلادنا بعد الثورة ب»الديمقراطية الوليدة» التي هي بصدد «تفكيك إرث ثقيل من الاستبداد السياسي وإقامة أسس الديمقراطية.» وأضاف «إذا نجحنا سنقدم دليلا على أن الديمقراطية أمر ممكن في منطقتنا» و»نثبت أن الديمقراطية أمر ممكن في العالم العربي أن نكون ديمقراطيين وعربا ومسلمين في الآن نفسه.» وقد أشار الوزير إلى أنّ تونس اتخذت كل الإجراءات الضرورية لحماية السفارة الأمريكية والمدارس الأمريكية وكل الديبلوماسيات الحاضرة في تونس، مضيفا «الاستقرار، الاستقرار السياسي والأمن هي أولوياتنا.»