المراسل- بقلم صلاح الدين الجورشي -هل تسير البلاد نحو استقطاب ثنائي حاد بمناسبة تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة ؟ هذا السؤال أصبح مطروح بجدية بعد ان أصبح نداء تونس امرا واقعا، وبعد ان توسعت المواجهة السياسية والإعلامية بين مؤسسيه وحركة النهضة، وذالك حني قبل ان يحصل الحزب على تاشيرته القانونية.فالتفكير في تأسيسي هذا الحزب لم يولد من فراغ ولم يكن مجرد رغبة في إضافة رقم سياسي جديد ينضاف للقائمة الطويلة للدكاكين الحزبية التي فاضت على السطح السياسي في غمرة الحماسة التي اجتاحت النخب السياسية عقب انهيار الدكتاتور.وإنما ولدت الفكرة بعد قراءة متأنية للمشهد السياسي الذي انقلب رأس على عقب على اثر فوز حركة النهضة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي،وقرارها بتشكيل حكومة اتلافية مع شريكيها التكتل والمؤتمر.وهو ما دفع الباجي قائد السبسي وكل الذين التفوا حوله نحو التفكير في إنشاء قوة سياسية تسعي الي إعادة التوازن في البلاد،وتعمل على جذب الأصوات التي ضاعت يوم 23 أكتوبر.وهو توجه مشروع له ما يبرره،اذ لا يمكن بناء نظام ديمقراطي ناجح في غياب معارضة قوية وقادرة على المنافسة. لقد نجحت هذه المبادرة في شد اهتمام الراي العام الوطني والخارجي،كما تحولت في ضرف وجيز إلي محور أساسي من محاور الجدل والتجاذبات السياسية..كما ان اخر استطلاعات الراي جعلت منها القوة السياسية الثانية بعد حركة النهضة،وذالك باحتمال حصولها على نسبة تتجاوز 20 بالمات من الأصوات خلال الانتخابات القادمة. ويعود الفضل في ذالك الي عوامل متعددة ، من أهمها الشخصية الكارزمائية لزعيم هذا الحزب،ومن خصائص سي الباجي خبرته الطويلة في مجال إدارة شؤون الدولة،والنجاح النسبي الذي حققه خلال الشوط الأول من الانتقال الديمقراطي،والعلاقات الدولية التي يتمتع بها وقدرته الملحوظة على مخاطبة التونسيين ،إلي جانب اعتداله السياسي ،وموقفه المتزن والوسطي من الإسلام، مستفيدا في هذا من أخطاء الرئيس برقيبة الذي يري فيه مرجعا وملها له . من العوامل الاخري الاخري التي قد تزيد من حظوظ حزب نداء تونس الأخطاء التي تقع فيها الترويكا،ا تتورط فيها حركة النهضة،فالرأي العام يميل الي المقارنة بين المرحلة الراهنة وتلك التي سبقتها .صحيح ان الأشهر التي حكم فيها الباجي القائد البسي شهدت اضطرابات واسعة ، وحالات احتقن متكررة،ولا تعتبر مثالية بكل المقاييس ،لكنها مع ذالك أعادت تركت لدي الداخل والخارج انطباعا ايجابيا بعد ان أعادت للدولة شيئا من رمزيتها،ونجحت بالخصوص في تنظيم اول انتخابات نزيهة حققت انتقالا سلميا للسلطة .وبالتالي فان جزء هاما من عملية المقارنة بين المرحلتين يعود الي هذه الرمزية التي لا يستهان بها في العمل السياسي العام.