المراسل--بقلم صلاح الدين الجورشي-يجب ان تنجح مبادرة الاتحاد،لان الحوار الوطني أصبح ضرورة قصوى من اجل تجاوز المأزق الراهن الذي تعيشه البلاد علي الصعيدين السياسي والاجتماعي.ولهذا سيكون من الخطأ في حق المواطن ان تعمد بعض الأطراف الي إفشال هذه الفرصة او التشويش عليها باثارة معارك جانبية مهما كانت مشروعيتها.فالمرحلة لم تعد تتحمل مزيدا من إضاعة الوقت وتبديد الأمل لدي التونسيين في إمكانية ضمان الاستقرار وتحقيق الثورة لأهدافها. تختلف مبادرة الاتحاد عن مبادرة الترويكا التي يفرض ان يتم الإعلان عنها يوةم 18 اكتوبر القادم .فالأولي هامة بحكم انها محاولة من الأحزاب الحاكمة للاستجابة لمقتضيات المرحلة وللضغوط التي مارستها المعارضة ومنظمات المجتمع المدني طيلة الأشهر الماضية.ولكنها تبقي في النهاية مبادرة في اتجاه واحد ومن طرف واحد ، وبدون تفاعل بقية مكونات المشهد السياسي والاجتماعي تبقي منقوصة ،وقد تفتح الباب لمزيد من الاختلاف والاحتقان. تكمن أهمية مبادرة الاتحاد في كونها صادرة عن منظمة حولها اجماع وطني ،وليست جهة حزبية او سياسية قد تثير حساسية لدي هذا الطرف او ذالك.كما تعتبر المبادرة الوحيدة التي يمكنها ان توف فرصة لإنقاذ الموقف وإطلاق الحوار الوطني المفقود.فالبلاد في اشد الحاجة إلي حوار وطني يجمع الفاعلين الرئيسيين بهدف تقريب وجهات النظر حول الملفات الكبرى الخاصة بالانتقال الديمقراطي. شروط النجاح اولا:مشاركة جميع الأطراف التي تمت دعوتها ، وهو ما يقتضي تجاوزات نزعات الإقصاء السياسي لدي الجميع، لان من ذالك من شانه ان يغذي التوتر المتصاعد منذ أشهر ، يطيل حالة الاشتباك،بل وقد يوسعها في اتجاه مجهول العواقب... ثانيا:التوصل إلي وضع آلية لإدارة الحوار من شانها ان تضفي طابعا إلزاميا على التوصيات المنتظرة،وذالك بعد التوافق حولها. ثالثا: لتيسير الحوار وتعزيز حظوظه ،يجب تجنب التراشق بالتهم المتبادلة ،والبدء بما هو متفق عليه بين جميع الأطراف ، وهو ما من شانه ان يوفر مناخا ايجابيا ويساعد على تذليل الصعوبات قبل الانتقال الي ماهو مختلف عليه ، وسيكون من الخطا تحويل المناسبة الي محاكمة للنهضة والترويكا،وفي المقابل سيكون من غير الحكمة شن هجوم علي المعارضة وتحميلها حالات التصعيد والاحتجاج.ويمكن ان تصبح وثيقة الاتحاد الخاصة بالمبادرة الأرضية التي تصلح كمنطلق للحديث على المستقبل. وبالرجوع الي مواقف جميع الشركاء ،وأخذا أيضا بالجهود المحمودة التي قام بها رئيس الجمهورية من خلال اللقاءات المكثفة التي قام بها مع قادة الأحزاب ،فان الأنظار ستكون متجهة الي حركة النهضة التي سبق لها ان ربطت مشاركتها بعدم حضور نداء تونس .ومن هذا المنطلق فان النهضة قد تتحمل المسؤولية الكاملة في انجاح هذا الحوار او إفشاله ،وذالك بحكم ثقلها ودورها المحوري في السلطة.لذالك فان غيابها عن الحوار لن يكون في صالحها ،خاصة بعد ان اكدت دعمها لمبادرة الاتحاد ،واعتبار رئيسها الأستاذ راشد الغنوشي ان الذين اختاروا هذا التوقيت لتسليط الضوء على الحوار المضيق الذي اجراه مع السلفيين في شهر افريل الماضي ،انما يهدف من وراء ذالك لإفشال مبادرتي الاتحاد والترويكا.كما ان حركة النهضة تعرف ان قيادة الاتحاد لا تستطيع ان تستثني احد من هذا الحوار ،وان بقية الأحزاب لن ترضي بغياب نداء تونس لأسباب سياسية معروفة. صدر في جريدة المغرب في عددها يوم الاحد 14 اكتوبر