- من المنتظر ان يجتمع الليلة في قصر قرطاج رئيس الجمهورية السيد محمد المنصف المرزوقي مع قادة الاحزاب السياسية الممثلة في المجلس التأسيسي وذلك لتدارس الأوضاع العامة في البلاد وإدارة حوار جدي حول متطلبات المرحلة بما يقتضيه ذلك من تقريب لوجهات نظر مختلف الأطراف في السلطة والمعارضة. ويؤكد هذا الاجتماع الذي سيكون مشفوعا بمأدبة عشاء رسمية توجها فرضته الاحداث الاخيرة لتفعيل دور رئيس الجمهورية باعتباره رمزا لوحدة الدولة بقطع النظر عن صلاحياته، في إدارة حوار وطني شامل بعيدا عن المزايدات ومحاولات التوظيف ومن شأن هذا اللقاء ان يدفع الامور في اتجاه بلورة أرضية وفاقية تحتاجها البلاد في ظل حالة الشحن القوي والمتواصل ومحاولات بعض الأطراف الظهور بمظهر الوصي على الحوار الوطني بما افقده مقومات الموضوعية وجعله في الأشهر الاخيرة سببا لمزيد الفرقة والانقسام وزيادة المخاوف من وصول البلاد الى أزمة لا تحمد عقباها. وكانت مختلف الاحزاب السياسية قد نوهت مؤخراً بمضامين خطاب رئيس الجمهورية في أعقاب احداث سليانة والذي اعتبره عدد من المتابعين مستجيبا لقدر كبير من استحقاقات المرحلة رغم الجدل الحاد الذي آثاره داخل الترويكا ويذكر ان رئيس الجمهورية قد التقى خلال اليومين الأخيرين بأبرز الفاعلين السياسيين والاجتماعيين ابرزهم راشد الغنوشي ومصطفى بن جعفر وحمة الهمامي وامين عام اتحاد الشغل الحسين العباسي وحمادي الجبالي رئيس الحكومة . فهل ستستجيب القوى المعنية لجهود المرزوقي للتهدئة وتوحيد الصفوف ام ان منطق الشحن الأيديولوجي والاستعداء والحسابات الانتخابية السابقة لأوانها ستنتصر على رغبة الرئيس في فرض التهدئة وتقريب وجهات النظر ؟