تحت إشراف السيّد عبد الوهاب معطّر وزير التكوين المهني والتشغيل, وبحضور ثلة من الإطارات الجهوية يتقدمهم الوالي, انتظمت مؤخرا بمدينة سوسة ندوة إقليمية حول واقع وآفاق التكوين المهني, بتنظيم من الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة. وجاء في الكلمة التي ألقاها الوزير أنّ المؤسسات الدولية أصبحت تعطي أهميّة كبرى للتكوين المهني لكن بلادنا ورغم حجم الاستثمارات التي تملكها, مازالت تعاني من مقاربات المنظومة القديمة في هذا المجال وبالتالي فان التكوين المهني لايزال يلاقي فشلا ذريعا حسب ما جاء على لسانه. وأضاف الوزير :» نحن مقتنعون من أنه لا بد أن تكون لنا مقاربات جديدة في معالجة معضلة التكوين المهني ولابد من مسالك جديدة تقطع مع الطرق القديمة لغاية إيجاد الحلول الجذرية....». وللخروج من هذا الوضع أكد الوزير أنه لا بدّ من إعادة النظر في منظومة التكوين المهني وإصلاحها لتحقيق هدفين أولهما هو أن التكوين المهني يجب أن يكون «قاطرة» ووسيلة فاعلة في تطوير الاقتصاد وثانيا اعتبار التكوين المهني «الجسر» الأوّل والرئيسي للتشغيل , وبالتالي يجب أن تتمّ المصالحة بين التربية والتعليم وأيضا التكوين المهني الذي يجب أن يكون في خدمة المؤسسة أولا وأخيرا. كما أكد السيد عبد الوهاب معطر خلال كلمته أن الربط مع الوضع الاقتصادي الحالي, سواء كان وطنيا أو دوليا, والاقتداء بالتجارب العالمية والتقنيات الحديثة (ذكر قطر كمثال) أمر حتمي ولابد منه حتى يتحقق المنشود, كما ذكر أن وزارته تسعى إلى إحداث شهادة عليا تساوي الأستاذية في التكوين المهني ,مثلما تسعى إلى الاهتمام بالجانب الثقافي في هذا المجال, إلى جانب سعي الوزارة لإحداث وكالة للتكوين المهني بكل الولايات وتأهيل المراكز التكوينية الحالية إلى جانب السعي على أن يكون كلّ مركز ملتصق ببيئة الولاية المتواجد بها. الجدير بالذكر هو أن السيد عبد الوهاب معطر ,وزير التكوين والتشغيل كان في كلّ مرّة يستشهد بدولة قطر في المجالات ذات الصلة بالتكوين والتشغيل, وكرّر كلمة «مثلما يحصل في قطر» حتى أن أحد الحضور ذكر أن زيارة الوزير الأخيرة لقطر جعلته يتأثر بما اطّلع عليه هناك في مجال اختصاص وزارته. هذا وقد تمّ خلال هذه الندوة الإقليمية إلقاء مداخلات عديدة مثل مداخلة السيد محمد نبيل اللجمي حول «ملاءمة كفاءات الموارد البشرية مع حاجيات سوق الشغل» ومداخلة السيد شمس الدين الكيفاجي التي تمحورت حول «دعم الشراكة والتعاون بين هياكل التكوين العمومية والخاصة لتوفير الموارد البشرية الكفأة» وأيضا مداخلة السيد عبد الحق الضحاك المدير المركزي بالوكالة التونسية للتكوين المهني, والتي اختارها أن تكون حول تطوير التكوين مع المؤسسة, واختتمت هذه المداخلات بنقاش مع الحضور الذين كانوا يمثلون قطاع التكوين المهني بكل من ولايات سوسة والمنستير والمهدية وأيضا القيروان.