المراسل-الشروق-في يوم رمضاني استثنائي بصفاقس ، أغلق « الجزارة» يوم أمس السبت دكاكينهم للتعبير عن إضرابهم المفتوح على خلفية التسعيرة التي أقرتها وزارة التجارة والتي قال أهل المهنة انها «غير مدروسة». إضراب الجزارة المفتوح لم يكن صادما للمستهلك في يومه الأول باعتبار ان بعض الجزارة فتح دكانه «على استحياء شديد» لبيع السلع المتوفرة لديه وهو ما وفر كميات من اللحوم الحمراء بأسواق صفاقس التي التزم فيها أغلب القصابة بإضرابهم «الجهوي». الجزارة بصفاقس أضربوا بسبب تسعيرة «لحم العلوش» التي أقرتها الوزارة في اليومين الأخيرين والتي قالوا انها غير مدروسة، فالوزارة حددت العلوش ب 14 دينارا و800 مليم للكيلوغرام الواحد وهي تسعيرة قال القصابون انها غير مدروسة نظرا لارتفاع سعر العلوش لدى التجار والفلاحين بسبب أسعار العلف والتكلفة بصفة عامة. وقال أحد الجزارين ل «الشروق» على الوزير أن ينزل إلى الأسواق ويتابع التكلفة و يشاهد المعاناة، أما عهد الجلوس وراء المكيفات والخروج بتسعيرة غير مدروسة فقد ولى بلا رجعة..» وبين أحد الجزارة معاناته وزملائه في المسلخ البلدي وظروفه التي وصفها بالرديئة مستعرضا متاعب العمل اليومي بعد انتشار ظاهرة الانتصاب الفوضوي التي عطلت عمل كل التجار من أصحاب الرخص و«الباتيندة». إضراب الجزارة بصفاقس وبالرغم من انه جاء مفاجئا، فإنه لم يكن صادما ربما لأن العائلة الصفاقسية تحتفظ في ثلاجاتها ببعض اللحوم الحمراء كانت قد اقتنتها قبل شهر الصيام أو ربما بسبب توفر اللحوم البيضاء وخاصة توفر الأسماك التي تمثل الطبق الأفضل بصفاقس. ومع استغراب المواطنين، استغربت الإدارة الجهوية للتجارة بصفاقس من هذا الإضراب وقال مصدر مطلع ل «الشروق» إنه كان بالإمكان عدم تنفيذ الإضراب في يوم رمضاني مبينا انه بإمكان القصابة بيع بقية اللحوم الحمراء من بقري و«برشني» وغيره في صورة ما لم ترق لهم تسعيرة لحم العلوش. إضراب القصابة بصفاقس سيتواصل حسب اغلبهم إلى حد التوصل إلى حلول تخدم القطاع، والسؤال المطروح متى ستتدخل الجهات المسؤولة للحد من ظاهرة الإضرابات بصفاقس والتي شملت قطاعات تمس المواطن مباشرة، فبعد التلويح بإضراب الخبازة، يضرب القصابة بصفاقس في وقت يشتكي فيه المواطن من انقطاع الماء..