المراسل-تحصلت الرابطة الوطنية لحماية الثورة منذ أسابيع على تأشيرة تخول لها العمل في إطار قانوني، وقد رافق هذا الإجراء العديد من الاحترازات والتحفظات من عدد من الاطراف والشخصيات الوطنية الذين تساءلوا عن الدور الحقيقي للرابطة وعلاقتها بحركة النهضة وجملة أحداث العنف والشغب التي تخللت بعض الاعتصامات. ولمعرفة دورها الجديد وآفاقها وعلاقتها بأطراف سياسية معينة، التقت «الصباح الأسبوعي» نصر الدين وزفة المكلف بالإعلام بالمكتب التنفيذي المؤقت في انتظار تنظيم مؤتمرها التأسيسي قريبا للحديث معه عن هذه الإشكاليات. ويقول متحدثا عن أهدافها: «تكمن أهداف الرابطة - وخلافا لما يروجه البعض حول اعتبارنا غطاء أو ممثلين لأطراف سياسية معينة ? في العمل على المحافظة على مكتسبات الثورة وتثبيت مسارها واستكمال أهدافها ونشر ثقافتها وترسيخ قيمها، ودعم التواصل والتوافق حول الثوابت الوطنية المشتركة ووضع مصلحة الشعب التونسي فوق كل اعتبار. كما نعمل على رفع المظالم عن الناس وكشف منظومة الفساد والتصدي لكل أشكال التبعية والارتهان للخارج بكل السبل القانونية المتاحة». ويتابع محدثنا: «ومن بين المهام الأخرى والأهداف التي نسعى لتحقيقها هي العمل على مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني وتجريمه. عموما لن ندخر أي جهد من أجل تأمين الانتقال الديمقراطي وتوطيد ركائز المجتمع المدني». اتهمت لجان حماية الثورة والرابطة بالانتماء إلى أطراف سياسية معينة وعلى رأسها حركة النهضة. كما عبر البعض عن تخوفهم من أن تشكل الرابطة ما أسموه بعودة لما عرف سابقا ب»ميليشيات التجمّع» مع اختلاف الألوان والتوجه الحالي وذلك عبر بوابة العمل الجمعياتي المدني خدمة لمصالح طرف دون غيره من الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية في بلادنا. وقد ذهب البعض الآخر إلى الحديث عن استغلال الرابطة في المجال التعبوي لفائدة أحزاب معينة خدمة لها في الانتخابات القادمة. وللرد عما قيل وتداول أجاب نصر الدين وزفة: «ليس لدينا أية صلة بأي حزب من الأحزاب. كما أننا تواجدنا عمليا على الأرض قبل تركيزها. لقد عملنا إبان الثورة ووقت الاعتصامات في القصبة الأولى والثانية وما تلتهما من محطات ولم نكن إلى جانب أي طرف بل كان الهدف الوحيد من تواجدنا هو تحقيق أهداف الثورة بكل السبل، لذلك سنكون سدا منيعا أمام أية محاولة الغرض منها الارتداد على الثورة وأهدافها». تعرض الفصل 24 من القانون الأساسي للرابطة الوطنية لحماية الثورة المتعلق بالموارد إلى القول بأن موارد الرابطة تتكون من اشتراكات المنخرطين التي تعود مناصفة بين الرابطة والفروع والمساعدات العمومية والتبرعات والهبات غير المشروطة، بالإضافة إلى العائدات الناتجة عن ممتلكات الرابطة ونشاطها ومشاريعها. وتجدر الإشارة إلى أن منتسبي الرابطة الممثلة في 23 وولاية متعددو التوجهات والأيديولوجيات لكن القاسم المشترك بينهم هو الإيمان بمبادئ الثورة والعمل على الحفاظ على مكاسبها. ومن المنتظر أن تعقد مؤتمرها التأسيسي في أقرب الآجال على اعتبار أن المكتب الحالي مؤقت. ويعقد المؤتمر مرة كل سنة في الظروف الاعتيادية بدعوة من الهيئة التأسيسية التي يحق لها في الظروف الاستثنائية تأجيل عقده لسنة واحدة غير قابلة للتمديد. كما يمكن عقد دورة طارئة للمؤتمر بدعوة من الهيئة التأسيسية بناء على طلب من ثلثي الأعضاء. ويتشكل المؤتمر من أعضاء الهيئة التأسيسية وأعضاء المكتب التنفيذي والأعضاء المسيرين والأعضاء الشرفيين وممثلين منتخبين عن الفروع الجهوية يحدد عددهم من قبل الهيئة التأسيسية، ويضمّ كذلك بعض الشخصيات الوطنية الذين تختارهم الهيئة للحضور بصفة ضيوف شرف.