يعد متحف الفنون والعادات التقليدية الشعبية بالكاف محرابا حقيقيا للذاكرة الجماعية بالجهة وهيكلا تتربع على عرشه شهادات معبرة عن التاريخ الثقافي والعادات الاجتماعية لجهة الشمال الغربي. وشيد المتحف سنة 1979 وسط ساحة الشيخ سيدي علي بن عيسى مناضل وطني من الرعيل الأول على انقاض الموقع القديم للزاوية الرحمانية المستمدة تسميتها من إحدى الطرق المغربية التي استقرت بتونس في القرن 17 ميلادي. وتحفظ أجنحة هذا الفضاء المعلم الذي صممته وهيئته كفاءات تونسية شواهد عن عادات وتقاليد اجتماعية كانت سائدة قبل الاستقلال مثل تعاطي المهن والحرف التقليدية والتداوي بالأعشاب الطبية وفنون الطبخ وتحضير المؤن الغذائية وتخزينها. كما تقدم مشاهد عن الأفراح التقليدية كالزواج وبعض العادات الاجتماعية المميزة لليهود التونسيين مثل حفلات الختان بالإضافة الى طريقة التجميل واللباس وأنواع الحلي والعاب الفروسية والرياضات المختلفة التي كان يمارسها سكان المنطقة. ويعطي المتحف بمعارضه المتعددة والقارة فرصة للزوار لمعانقة ماضي الجهة وللتعرف على مختلف أوجه التراث الوطني عموما.