أعلن الجيش التركي أن إحدى مروحياته تحطمت في شمال العراق، كما قتل ثمانية من جنوده و33 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني في معارك جديدة بين الجانبين. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات التركية في بيان إن ما لا يقل عن 112 مسلحا و15 جنديا قتلوا منذ بدء العملية الخميس الماضي، مضيفة أن ملاحقة "المتمردين" الأكراد متواصلة في ثلاث مناطق مختلفة في شمال العراق. وشكك حزب العمال الكردستاني -الذي يقاتل منذ عقود لإقامة وطن للأكراد في جنوب شرق تركيا- في الأرقام، وقال إن 47 جنديا تركياً واثنين من عناصره قتلوا منذ يوم الخميس. وذكر الحزب أن مقاتليه أسقطوا مروحية هجومية من طراز كوبرا مساء السبت في منطقة تشامسكو. وقال الجيش التركي إن المروحية سقطت لكنه ذكر أن السبب غير معروف. وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى أنه تم إنزال أفراد من القوات الخاصة التركية بالمظلات في شمال العراق أمس الأحد، في وقت قصفت فيه طائرات مقاتلة من طراز أف 16 ومروحيات من طراز كوبرا إلى جانب المدفعية، مواقع يشتبه في أنها تتبع حزب العمال الكردستاني. وأبلغ مصدر عسكري كبير رويترز أن لواءين يتألفان من نحو ثمانية آلاف جندي يشاركان في هذه العملية. وقالت وسائل إعلام تركية إن عدد الجنود يبلغ عشرة آلاف، لكن ضابطا رفيعا في القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في بغداد قال إن العدد أقل من ألف. عملية محدودة وسعى رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان لطمأنة المجتمع الدولي بأن العملية التي يحتمل أنها أكبر حملة عسكرية عبر الحدود منذ عشر سنوات، تركز على حزب العمال الكردستاني وستستمر فترة محدودة، وقال إنه يتعين على العراقيين أن يعلموا أن هذه العملية لا تهدف سوى للقضاء على معسكرات من وصفهم بالإرهابيين. لكن حكومة العراق قالت إنها تعتبر العمل العسكري الأحادي الجانب وتجاوز الحدود تهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة وانتهاكا للسيادة العراقية، ودعت نظيرتها التركية إلى سحب قواتها من الأراضي العراقية بأسرع وقت ممكن. وأضافت في بيان أن الحكومة العراقية تدعو تركيا إلى الدخول في حوار ثنائي، وتعتبر أن التهديد الذي يمثله حزب العمال الكردستاني تهديد لتركيا وللمناطق الحدودية. وأبلغ المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ رويترز أن أردوغان سيوفد مبعوثا خاصا إلى بغداد يوم الأربعاء لمناقشة القضايا الأمنية. تصعيد وبموازاة ذلك صعد حزب العمال من حدة خطابه السياسي، فدعا الأكراد الشبان في تركيا إلى القيام بأعمال عنف في المدن. وقال رئيس الجناح العسكري بالحزب باهوز أردال إنه يتوجب على الشبان الأكراد أن يردوا على العملية العسكرية التركية. ودعا الشبان إلى "تسميم حياة" سكان المدن التركية الكبرى. كما دعت مجموعة "كومالن جيوان" التي توصف بأنها منظمة شبابية تابعة لحزب العمال إلى القيام بأعمال عنف في أوروبا حيث يقيم العديد من المهاجرين الأكراد، وفي إيران والعراق وسوريا حيث أقليات كردية كبيرة. وأعلنت المجموعة بحسب وكالة فرات نيوز أن على الشبان الأكراد المقيمين في تركيا أن "يحولوا المدن التركية إلى جحيم". وتوعدت حكومة إقليم كردستان العراق برد قاس إذا تعرض مدنيون لهجوم، وقال جبار ياور المتحدث باسم قوة البشمركة الكردية لرويترز إن القوات في حال تأهب وستدافع عن نفسها إذا توغلت القوات التركية في مناطق تخضع لسيطرة حكومة إقليم كردستان. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن حملة تركيا لن تحل مشاكلها مع المقاتلين الأكراد، وحث أنقرة على اتخاذ خطوات سياسية واقتصادية لعزل حزب العمال الكردستاني.